للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنواضح ونحوها.

وأوجبَ نصفَ ذلك ــ وهو رُبعُ العُشر ــ فيما كان النَّماء فيه موقوفًا على عملٍ متصلٍ من رب المال متتابعٍ (١)، بالضّرب في الأرض تارةً، وبالإدارة تارةً، وبالتربُّصِ تارةً. ولا ريبَ أن كُلفة هذا أعظمُ من كُلفة الزُّروع والثمار. وأيضًا فإنَّ نموَّ الزُّروع والثمار أظهرُ وأكثر من نمو التجارة، فكان واجبها أكثر من واجب التجارة، وظهور النُّمو فيما سُقِي (٢) بالسماء والأنهار أكثر مما سُقِي بالدواليب (٣) والنواضِح، وظهورُه فيما وُجِدَ محصَّلًا مجموعًا كالكنز أكثرُ وأظهر من الجميع.

ثم إنه لما كان لا يحتمل المواساةَ كلُّ مالٍ وإن قلَّ، جعل للمال الذي تحتمله المواساة نُصُبًا مقدَّرةً، المواساة فيها لا تُجْحِف بأرباب الأموال، وتقع موقعًا (٤) من المساكين، فجعل للورِق مائتي درهمٍ (٥) وللذهب عشرين مثقالًا، وللحبوب والثِّمار خمسةَ أوسُقٍ (٦)، وهي خمسة أحمالٍ من


(١) «متتابع» ليست في المطبوع.
(٢) في المطبوع: «يسقى». والمثبت من النسخ.
(٣) مب، ب، ك: «بالدوالي».
(٤) مب، ب: «موقعها». والمثبت من بقية النسخ.
(٥) أخرجه البخاري (١٤٥٤) من حديث أبي بكر الصديق في فريضة الصدقات، وفيه: «وفي الرقة ربع العشر».
(٦) أخرجه مالك (٦٥٣ و ٦٥٢) والبخاري (١٤٩٥، ١٤٠٥، ١٤٤٧، ١٤٨٤) ومسلم (٩٧٩) من حديث أبي سعيد الخدري.