للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النسائي (١): صدقة ليس بشيء، وهذا حديث منكر.

وأما حديث أبي سيَّارة المُتَعي، فهو من رواية سليمان بن موسى عنه، قال البخاري (٢): سليمان بن موسى لم يُدرِك أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وأما حديث عمرو بن شعيب الآخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ من العسل العُشْرَ، ففيه أسامة بن زيد (٣) يرويه عن عمرو، هو ضعيف عندهم. قال ابن معين (٤): بنو زيد ثلاثتهم ليسوا بشيء. وقال الترمذي (٥): ليس في ولد زيد بن أسلم ثقة.

وأما حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فما أظهرَ دلالتَه لو سلم من عبد الله بن محرَّر (٦) راويه عن الزهري (٧)! قال البخاري في حديثه هذا (٨): عبد الله بن محرر متروك الحديث، وليس في زكاة العسل شيء يصح.


(١) نقله ابن عبد الهادي في «تنقيح التحقيق» (٣/ ٦١).
(٢) كما في «العلل الكبير» ص ١٠٧ - ١٠٨).
(٣) بعدها في المطبوع: «بن أسلم». وليست في النسخ.
(٤) في «تاريخه» برواية الدوري (٣/ ١٥٧) ولفظه: «ليس حديثهم بشيء جميعًا».
(٥) لم أجده بنصه أو نحوه. انظر: «الجامع» عقب (٧١٩) و «العلل الكبير» (ص ٤١٨).
(٦) ق، ك، ع، ب، م: «محرز»، تصحيف.
(٧) ق، ب، م، مب: «عن الزبير»، تحريف.
(٨) أما كلامه على ابن محرر ففي «التاريخ الكبير» (٥/ ٢١٢). وأما قوله: «وليس في زكاة العسل شيء يصح» فقد نقله عنه الترمذي في «العلل الكبير» (ص ١٠٧) لما سأله عن حديث ابن عمر.