للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استطرادا لا لتقرير حقيقة تاريخية أن أهل (نوى) بفتح النون والواو، وهي قرية بين دمشق وطبرية، كانوا يتناقلون أن (أيوب) من سكانها، قال المسعودي: (ومسجده، والعين التي اغتسل منها، والحجر الّذي كان يأوي إليه في خلال بلائه، مشهورة في بلاد نوى والجولان، في وقتنا هذا سنة ٣٣٢ هـ وذكر النووي أنه كان في عصره (القرن السابع للهجرة) قبر في (نوى) يعتقد أهلها أنه (قبر أيوب) وبنوا عليه مشهداومسجدا. أما قصة أيوب فخلاصتها، كما أجملها أبو الفداء، أنه كان صاحب أموال عظيمة، وابتلاه الله بأن أذهب أمواله حتى صار فقيرا، وابتلاه في جسده حتى تجذ م، وبقي مرميا " على مزبلة لا يطيق أحد أن يشم رائحته، وهو على عبادته وشكره وصبره، ثم إن الله تعالى عافاه ورزقه، وكان من الأنبياء وفي البحر المحيط ل أبي حيان، أن الله استنبأه وبسط عليه الدنيا، وكثر أهله وماله، ثم ابتلاه بذهاب ولده وماله وبالمرض في بدنه، ثماني عشرة سنة، فقالت له امرأته يوما ": لو دعوت الله؟ فقال لها: كم كانت مدة الرخاء؟ قالت: ثمانينسنة، فقال أنا أستحيي من الله أن أدعوه، وما بلغت مدة بلائي مدة رخائي! وروى أنس، عن النبي صلّى الله عليه وسلم أن أيوب بقي في محنته ثماني عشرة سنة يتساقط لحمه، حتى ملّه العالم، ولم يصبر عليه إلّا امرأته (١) .


(١) العهد القديم، طبعة كمبريدج، ص ٧٩٣ - ٨٣٣ وتاريخ المسعودي، طبعة باريس ١: ٩١ وتهذيب ابن عساكر ٣: ١٩٠ - ٢٠٠ وتهذيب الأسماء واللغات، القسم الأول من الجزء الأول ١٣٠ وتاريخ أبي الفداء ١: ١٦ و William Shakespeare ' par
V Hugo٤٧ والنصرانية وآدابها ٣: ٣٦٨ وتاريخ العرب قبل الإسلام ٢: ٣٥٣ وانظر Job في Gregoire وأمثاله. وقاموس الكتاب المقدس ١: ١٨٨ - ١٩١ والبحر المحيط ٦: ٣٣٤ و ٧: ٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>