الحق بن عثمان، وبويع بفاس شريف يعرف بالحفيد، قام محمد الشيخ (صاحب الترجمة) في آصيلا، وتبعته القبائل بها، وزحف لحصار فاس، فانتهز البرتغال فرصة غيابه فاستولوا على (آصيلا) وفيها أمواله وعياله، فعاد إليها فحاصرها فامتنعت عليه، فعقد هدنة مع البرتغال، ورجع إلى حصار فاس فسلمها إليه الشريف الحفيد (سنة ٨٧٥ هـ فاستقرّ بها سلطانا وإماما. وطالت أيامه. وفي عهده (سنة ٨٩٧) يقول السلاوي: (استولت الرينة
إيسابيلا Isabella Ire reine de Castille صاحبة مدريد قاعدة بلاد قشتالة، على حمراء غرناطة، ومحت دولة بني الأحمر من جزيرة الأندلس، ولم يبق للمسلمين بها سلطان، وتفرق أهلها في بلاد المغرب وغيرها أيدي سبا) . وانتقل أبو عبد الله بن الأحمر (آخر ملوك الأندلس) إلى فاس لاجئا إلى الشيخ الوطاسي، فاستوطنها وبنى فيها بضعة قصور على الطراز الأندلسي.
وفي عهده أيضا استولى البرتغال على ساحل البريجة (تصغير برج) بين آزمور وتيط، سنة ٩٠٧ هـ وكانت أرضا خالية، فبنوا فيها مدينة (الجديدة) واستولوا على سواحل السوس وبنوا حصن (فونتي) بقرب المكان الّذي أنشئت فيه بعد ذلك مدينة (أغادير) واستمر الوطاسي إلى أن توفي بفاس (١) .
محمَّد بَهْران
(٨٨٨ - ٩٥٧ هـ = ١٤٨٣ - ١٥٥٠ م)
محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بهران، التميمي النسب، البصري الأصل، الصَّعْدي المولد والوفاة، سراج الدين: فقيه، من أكابر الزيدية. من أهل صعدة (باليمن) من كتبه (شرح الأثمار) للإمام شرف الدين، فقه، في أربع مجلدات، و (التكميل الشاف لتفسير الكشاف) و (الإنكار على متصوفة هذا الزمان) رسالة، و (التحفة) في علوم العربية،