لا تقطر له دمعة وإذا سمع شعرا قامت قيامته، ثم يقول للحاضرين: أتلومون أهل الريّ على قولهم يوسف بن الحسين زنديق! له كلمات سائرة، منها:" إذا أردت أن تعرف العاقل من الأحمق، فحدثه بالمحال، فإن قبل، فاعلم أنه أحمق "" أرغب الناس بالدنيا، أكثرهم ذما لها "" لأن ألقي الله تعالى بجميع المعاصي أحب إليَّ من أن ألقاه بذرة من التصنع "(١) .
ابن المُجَاوِر
(٠٠٠ - ٦٠١ هـ = ٠٠٠ - ١٢٠٤ م)
يوسف بن الحسين بن محمد بن الحسين، أبو الفتح، نجم الدين، ابن المجاور: وزير أديب من الشعراء. فارسيّ الأصل، من شيراز. مولده ووفاته بدمشق. قال ابن سعيد الأندلسي:" بيت بني مجاور بدمشق، مشهور، لزمهم هذا النسب من جدهم، رفض جنَة الدنيا دمشق، ولزم المجاورة بمكة، فعرف بالمجاور ". وكان لصاحب الترجمة " مكتب " يعلّم فيه الصبيان، على باب الجامع الأموي، وسمت به مواهبه إلى أن انتدبه السلطان صلاح الدين معلما لابنه " العزيز " عثمان.
وأنس به العزيز، فلما مات أبوه، واستقل بالسلطنة، فوض إليه جميع أمور دولته، فكان من محاسنها. وهو صاحب البيتين المشهورين، حسده عليهما البهاء زهير:
" صديق قال لي، لما رآني ... وقد صلّيت، زهدا، ثم صُمتُ: "
" على يد أي شيخ تبت؟ قل لي، ... فقلت: على يد الإفلاس تبت!
" وإليه ينسب " درب ابن المجاور " في القاهرة، كان له منزل فيه. وهو غير " ابن المجاور " المؤرخ يوسف بن يعقوب،
(١) العروسي على القشيرية ١: ١٦٣ - ١٦٤ وطبقات الصوفية ١٨٥ - ١٩١ وتاريخ بغداد ١٤: ٣١٤ وطبقات الحنابلة، تحقيق أحمد عبيد ٢٧٩ - ٢٨٠ وطبقات الشعراني ١: ١٠٥.