للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فوفد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو في المدينة، بعد فتح مكة، يريد الغدر به، فلم يجرؤ عليه. فدعاه إلى الإسلام، فاشترط أن يجعل له نصف ثمار المدينة، وأن يجعله ولي الأمر من بعده، فرده، فعاد حنقا، وسمعه أحدهم يقول: لأملأنها خيلا جردا ورجالا مردا ولأربطن بكل نخلة فرسا! فمات في طريقه قبل أن يبلغ قومه. وكان أعور أصيبت عينه في إحدى وقائعه، عقيما لا يولد له. وهو ابن عم لبيد الشاعر. أخباره كثيرة متفرقة. وله (ديوان شعر - ط) مما رواه أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري. وفي البيان والتبيين: وقف جبار ابن سليمان الكلابي على قبر عامر فقال: كان والله لا يظل حتى يضل النجم، ولا يعطش حتى يعطش البعير، ولا يهاب حتى يهاب السيل، وكان والله خير ما يكون حين لا تظن نفس بنفس خيرا (١) .

ذُو الحِلْم

(٠٠٠ - ٠٠٠ = ٠٠٠ - ٠٠٠)

عامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ العدوانيّ: حكيم، خطيب، رئيس، من الجاهليين. كان إمام مضر وحكمها وفارسها. وممن حرم الخمر في الجاهلية. وكانت العرب لا تعدل بفهمه فهما ولا بحكمه حكما. وهو أحد المعمرين في الجاهلية، وأول من قرعت له العصا، وكان يقال له (ذو الحلم) وفيه قول الشاعر: (إن العصا قرعت لذي الحلم) (٢) .


(١) خزانة الأدب للبغدادي ١: ٤٧١ - ٤٧٤ ورغبة الآمل ٢: ١٧٦ ثم ٨: ١٦٥ و ٢٤٣ والتبريزي ١: ٨١ ثم ٢: ١٢١ والشعور بالعور - خ. والشعر والشعراء ١١٨ والإصابة، ت ٦٥٥٠ والبيان والتبيين ١: ٣٢ والمحبر ٢٣٤ و ٤٧٢ ومعجم المطبوعات١٢٦٠ والعقد، طبعة اللجنة، ٢: ١٧ ثم ٣: ١٢٨ و ٤١٠ وفي ثمار القلوب ٧٨ أنه كان يلقب بملاعب الأسنة، وأما عامر بن مالك بن جعفر، المعروف بملاعب الأسنة، فلقبه (ملاعب الرماح) وقد أشرت إلى هذا في ترجمته.
(٢) البيان والتبيين ١: ٢١٣ والميداني ١: ٢٥ والتيجان ٢٤٥ والآمدي ١٥٤ وابن هشام ١: ٤١ والاكليل

<<  <  ج: ص:  >  >>