المطلقة. وخنق السلطان أبا زيان المريني، ووقع اختياره على أبي فارس هذا، وهو فنى، فاستدعاه إليه وأجلسه على سرير الملك وبايعه. ثم بايعه بنو مرين وأعيان الدولة (آخر سنة ٧٦ هـ ولم يلبث أبو فارس أن كره استبداد الوزير به وبإدارة ملكه، فأعد للخلاص منه جماعة من الخصيان في زوايا داره، وأحضره وأشار إليهم فقتلوه، وصفا له الملك. وعصاه أمير مراكش، فزحف عليه وقاتله وظفر به. وأمدّ ابن الأحمر - صاحب غرناطة - بالمال والأساطيل، وأوعز إليه بمهاجمة الجزيرة الخضراء، فاستردها من أيدي الإسبانيول. وكان بنو زيان مستقلين بتلمسان، فنهض إليهم وشهردهم ودخلها (سنة ٧٧٢ هـ واستولى على ما حولها، فاستوسق له ملك المغرب الأوسط. وعاوده، وهو في تلمسان، مرض " النحول " وكان قد أصيب به في صغره، فمات بظاهرها، وحمل إلى فاس فدفن في جامع قصره (١) .
العِزُّ المَقْدِسي
(٧٦٨ - ٨٤٦ هـ = ١٣٦٦ - ١٤٤٣ م)
عبد العزيز بن علي بن أبي العز البكري التيمي القرشي البغدادي ثم المقدسي: قاض فقيه.
ولد ببغداد وقدم دمشق سنة ٧٩٥ هـ وسكنها. ثم سكن بيت المقدس زمنا، وولي قضاء الحنابلة.
وعاد إلى بغداد سنة ٨١٢ هـ فولي قضاءها ثلاث سنين. وصرف، فعاد إلى دمشق، ثم إلى بيت المقدس، فالقاهرة. ثم ولي قضاء الشام مدة. ورجع إلى القاهرة فاستقر في قضائها إلى سنة ٨٣ هـ وصرف، فانقلب إلى دمشق، وأقام فيها إلى أن توفي. ويقال له: قاضي الأقاليم.
من كتبه " عمدة الناسك في معرفة المناسك " و " مسلك البررة في معرفة القراآت العشرة "
(١) الاستقصا ٢: ١٢٩ - ١٣٢ وجذوة الاقتباس ٢٦٨ والحلل الموشية ١٣٥ وفيه: وفاته سنة ٧٧٣ هـ خطأ. وانظر التعريف بابن خلدون ١٣٣ - ١٥٥ و ٢١٦.