للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قواد جيشه، وحاصره السلطان محمود ابن سبكتكين سنة ٣٩٣ هـ فاضطر إلى الاستسلام، فبعثه إلى الجوزجان منفيا. وبعد أربع سنين قيل لابن سبكتكين إن خلفا يكاتب سلطان ما وراء النهر (إيلك خان) فأمر بنقله إلى قرية جرديز (بقرب غزته) فمات فيها سجينا. وكان يعدّ من أجواد الأمراء، ويلقب بالملك. مدحه البستيّ والبديع الهمذانيّ، وللثعالبي فيه بيتان (١) .

خَلَف الحُصْري

(٠٠٠ - نحو ٤٥١ هـ = ٠٠٠ - نحو ١٠٥٩ م)

خلف الحصري: محتال بويع بالخلافة في الأندلس، على أنه هشام بن الحكم (المؤيد باللَّه) وذلك أنه بعد مقتل هشام، كان قاضي إشبيلية محمد بن إسماعيل (ابن عباد) قد انفرد بإمارتها، وقيل له: إن هشاما المؤيد ما زال حيا، وهو منزو في مسجد بقلعة رباح (Calatrava) وذلك سنة ٤٢ هـ فذهب إليه، فوجده يشبه هشاما، واسمه خلف الحصريّ، فأتي به إلى إشبيلية، واستحضر بعض عبيد المؤيد، وعرضه عليهم، فقام أحدهم وقال: هذا مولاي! وقبل قدمه، فألبسه ابن عباد كسوة الخلافة، وقبل يده، وأمر مناديا يصيح: (يا أهل إشبيلية اشكروا الله على ما أنعم به عليكم.

هذا مولاكم أمير المؤمنين هشام قد صيره الله إليكم، ونقل الخلافة من قرطبة إلى بلدكم) فتسابق الناس لرؤية الخليفة، فجعل بينه وبينهم سترا، يكلمهم من ورائه وقال إنه ولاه حجابته، وأشهد عليه شهودا قال ابن عذاري: ومن أبى أن يشهد حلَّ به البلاء. وأخرجه يوم جمعة، فخطب وصلى بالناس. وكتب ابن عباد إلى ملوك الأندلس يرغبهم في طاعة (هشام) وقاتل في سبيله، فدانت


(١) العتبي ١: ٩٦ و ٣٥١ و ٣٥٢ - ٣٦٠ و ٣٦٨ - ٣٨٢ وسير النبلاء - خ.
الطبقة ٢٢ ومعجم البلدان ٥: ٤٠ والكامل لابن الأثير ٨: ١٨٥ ثم ٩: ٥٥ و ٥٧ و ٥٩ و ٦٠ واللباب ١: ٥٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>