عبيد الله بن محمد الحبيب بن جعفر المصدق بن محمد المكتوم، الفاطمي العلويّ، من ولد جعفر الصادق: مؤسس دولة العلويين في المغرب، وجد العبيديين الفاطميين أصحاب مصر، وأحد الدهاة. في نسبه خلاف طويل. كان يسكن سلمية (بسورية) ومولده بها (أو بالكوفة) وكان أبوه قد أرسل الدعاة، وأعظمهم أبو عبد الله الحسين ابن أحمد الملقب بالعلم والشهير بالشيعي، فمهّد له بيعة المغرب، وفتح بلدانا، وناصرته قبائل كتامة، ووعدها بقرب ظهور " المهدي " إمام زمان.
ووصلت إلى المهدي رسل أبي عبد الله تدعوه، فبلغ خبره المكتفي باللَّه العباسي، فطلبه، ففر من سلمية إلى العراق. ثم لحق بمصر فالاسكندرية، ومنها إلى المغرب. وكان ظهوره بسجلماسة في أواخر ٢٩٦ (كما في كنز الدرر) واستفحل أمره حتى بويع في القيروان بيعة عامة سنة ٢٩٧ هـ
واستوطن " رقادة " عاصمة أواخر ملوك الأغالبة. وبعث الولاة الى طرابلس وصقلّيّة وبرقة.
واستولى على تاهرت. وحاول امتلاك مصر، فقصدها مرتين ولم يظفر، وقيل: دخل الإسكندرية.
وعاد إلى المغرب فاختط مدينة " المهدية " سنة ٣٠٣ هـ واتخدها قاعدة لملكه. ومات بها بعد أن حكم أربعا وعشرين سنة. وأخباره كثيرة. وللدكتور حسن إبراهيم وطه شرف كتاب " عبيد الله المهدي إمام الشيعة الإسماعيلية - ط " وكان يتولى أموره بنفسه، ليس له وزير ولا حاجب (١) .
(١) ابن الأثير ٨: ٩٠ وما قبلها وابن خلدون ٤: ١١ و ٣٠ - ٤٠ واتعاظ الحنفا ١٧ - ١٠٧ وفيه اختلاف الأقوال في نسبه. وابن خلكان ١: ٢٧٢ وتاريخ الخميس ٢: ٣٨٥ وسماه " عبيد الله بن الحسين " وأوصل نسبة إلى عبد الله بن ميمون القداح، وذكر أن الحسين أبا المهدي كان يقول إنه " الوصي " و " صاحب الأمر " ثم قال: كأن الدعاة باليمن والمغرب يكاتبونه، ولما نشأ المهدي جعل لنفسه نسبا هو " عبيد الله بن الحسين