للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهجا أصحابه. واستمر على ذلك إلى أن قوي المسلمون وتداول الناس خبر تحرك النبي صلّى الله عليه وسلم لفتح مكة، فخرج من مكة ونزل بالأبواء - وكانت خيل المسلمين قد بلغتها قاصدة مكة - ثم تنكر وقصد رسول الله، فلما رآه، أعرض عنه النبي صلّى الله عليه وسلم فتحول المغيرة إلى الجهة التي حول إليها بصره، فأعرض، فأدرك المغيرة أنه مقتول لا محالة، فأسلم، ورسول الله معرض عنه. وشهد معه فتح مكة ثم وقعة حنين وأبلى بلاء حسنا، فرضي عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم كان من أخصائه، حتى قال فيه: (أبو سفيان أخي، وخير أهلي، وقد عقبني الله من حمزة أبا سفيان بن الحارث) فكان يقال له بعد ذلك (أسد الله) و (أسد الرسول) . له شعر كثير في الجاهلية هجاء بالإسلام، وشعر كثير بالاسلام هجاء بالمشركين. مات بالمدينة وصلى عليه عمر (١) .

المُغِيرَة بن حَبْناء = المغيرة بن عمرو

المُغِيرَة بن سَعِيد

(٠٠٠ - ١١٩ هـ = ٠٠٠ - ٧٣٧ م)

المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي، أبو عبد الله: دجال مبتدع، من أهل الكوفة. يقال له الوصاف.

قالوا إنه جمع بين الإلحاد والتنجيم. وكان مجسما يزعم أن الله تعالى (على صورة رجل، على رأسه تاج، وأعضاؤه على عدد حروف الهجاء!) ويقول بتأليه عليّ وتكفير أبي بكر وعمر وسائر الصحابة إلا من ثبت مع علي. ويزعم أنه هو، أو عليّ (في رواية الذهبي) لو أراد أن يحيي عادا وثمودا لفعل! ومن أقواله أن الأنبياء لم يختلفوا في شئ من الشرائع. ومن خيالاته، فيما يقال، وترهاته (أن الله تعالى لما أراد أن يخلق الخلق


(١) طبقات ابن سعد ٤: ٣٥ وصفة الصفوة ١: ٢٠٩ والإصابة، في باب الكنى: ت ٥٣٨ والمرزباني ٣١٧، ٣٦٨ وابن أبي الحديد ١: ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>