فذاعت شهرته، فرحل إلى بغداد، فاتصل بالخليفة هارون الرشيد، فحظي عنده. وكان من أقران إبراهيم الموصلي إلا أن هذا يزيد عليه الضرب بالعود (١) .
إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر
(٠٠٠ - ١٤٣ هـ = ٠٠٠ - ٧٦٠ م)
إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، الهاشمي القرشي: جدّ الخلفاء الفاطميين. وإليه نسبة (الإسماعيلية) وهي من فرق الشيعة في الأصل، وتميزت عن الاثني عشرية بأن قالت بإمامته بعد أبيه، والاثنا عشرية تقول بامامة أخيه موسى الكاظم. وليس فيما بين أيدينا من كتب التاريخ ما يدل على أنه كان في حياته شيئا مذكورا. توفي في حياة والده. وفي الإسماعيلية من يرى أن أباه أظهر موته تقية حتى لا يقصده العباسيون بالقتل. ويقول النوبختيّ في فرق الشيعة: إن فرقة الإسماعيلية أنكرت موت إسماعيل في حياة أبيه وقالوا: كان ذلك على سبيل التلبيس من أبيه على الناس لأنه خاف عليه فغيّبه عنهم، وزعموا أنه (لا يموت حتى يملك الأرض ويقوم بأمر الناس) وقال صاحب (ضوء المشكاة) وهو إمامي: صحب إسماعيل أباه وروى عنه ومات في حياته ولم يدّع الإمامة وإنما ادعاها قوم له غلطا لمحبة أبيه إياه فظنوا أنه الإمام ولما مات في حياة أبيه عدل أكثر من ظن ذلك من أصحاب أبيه وبقي بعض من الأباعد وأهل الجهالة. وقال ابن خلدون:(توفي قبل أبيه، وكان أبو جعفر المنصور طلبه فشهد له عامل المدينة بأنه مات) وقال صاحب تذهيب الكمال: (إسماعيل: إمام مات وهو صغير، ولم يرد عنه شئ من الحديث) ونقل ناشر فرق الشيعة أنه (مات بالعريض