زعيم الأزارقة، بعد مقتل عبيد الله بن بشير بن الماحوز (سنة ٦٥) في حربه مع المهلب. وكانت بيعتهم للربير في (أرجان) وسار منها إلى (الريّ) فأعانه أهلها على أميرهم (يزيد بن الحارث ابن رويم الشيبانيّ) وظفر الزبير وقتل يزيد. وتقدم الزبير بجيش الأزارقة إلى أصبهان، والأمير فيها عتّاب بن ورقاء الرياحي، فحاصروها سبعة أشهر.
وصبر لهم عتاب، يقاتلهم بين وقت وآخر، على باب المدينة، ويلجأ إليها.
وقلّ ما عنده من الزاد، وأصاب رجاله جهد شديد، فخرج خروج المستميت، وتبعه (كما يقول المبرد) ألفان وسبعمئة فارس. ولم يشعر الأزارقة إلا وقد دهموهم. وقتل من هؤلاء خلق كثير، وتغلغلت خيل عتاب في جموعهم وسقط الزبير قتيلا في المعركة (١) .
اللَّمتوني
(٠٠٠ - ٥٣٧ هـ = ٠٠٠ - ١١٤٢ م)
الزبير بن عمر، أبو محمد المتوني: أمير أندلسي، من الشهداء. قال لسان الدين ابن الخطيب (في الإحاطة) : نادرة الزمان كرما وبسالة وحزما وأصالة. كتب علي بن يوسف بن تاشفين إلى ابنه تاشفين أمير قرطبة، أن يوليه غرناطة (سنة ٥٣٣) وما لبث تاشفين أن رحل إلى مراكش وليا للعهد، فتولى الزبير إمارة قرطبة وغرناطة معا، في السنة نفسها. واستمر إلى أن استشهد في حرب مع الفرنج في موضع يقال له (وادي الدروع)(٢) .
(١) رغبة الآمل ٨: ٣١ - ٤٦ والكامل لابن الأثير: حوادث سنة ٦٥ وسنة ٦٨ وهو يسمي صاحب الترجمة (الزبير بن الماحوز) كما في جمهرة الأنساب ٢١٣ ورجحت رواية المبرد، لإيراده أبياتا كان (شريح) المكنى ب أبي هريرة، من رجال عتاب، يرتجزها مخاطبا بها الزبير وأصحابه أولها: (يا ابن أبي الماحوز والأشرار كيف ترون يا كلاب النار) (٢) خريدة القصر، قسم شعراء المغرب، طبعة تونس ٢: ٢٥٨.