سعد (باشا) بن إبراهيم زغلول: زعيم نهضة مصر السياسية. وأكبر خطبائها في عصره.
ولد في (إبيانة) من قرى (الغربية) بمصر. وتوفي أبوه وهو في الخامسة، فتعلم في كتّاب القرية.
ودخل الأزهر سنة ١٢٩٠ هـ فمكث نحو أربع سنين. واتصل بالسيد جمال الدين الأفغاني، فلازمه مدة. واشتغل بالتحرير في جريدة الوقائع المصرية مع الإمام الشيخ محمد عبده، سنة ١٢٩٨ هـ
ونُقل منها إلى وظيفة (معاون بنظارة الداخلية) ونشبت الثورة العرابية (سنة ١٢٩٨ هـ - ١٨٨١ م) فكان ممن اشتركوا بها. وقبض عليه (سنة ١٢٩٩ هـ بتهمة الاشتراك في جمعية سرية، قيل: إنها تسعى لقلب نظام الحكومة، فسجن شهورا، وأفرج عنه مبرءا. وحصل على إجازة الحقوق، فاشتغل بالمحاماة سنة١٣٠١ هـ ونبه ذكره، فاختير قاضيا، فمستشارا. وتولى وزارة المعارف، فوزارة (الحقانية) فوكالة رياسة الجمعية التشريعية. وانتخب سنة ١٣٣٧ هـ - ١٩١٩ م رئيسا للوفد المصري، للمطالبة بالاستقلال، فنفاه الإنجليز إلى مالطة (في ٨ مارس ١٩١٩) فأصبح اسمه رمزا للنهضة القومية. وعاد من المنفي، بعد قليل. ثم نفوه إلى جزائر سيشل سنة ١٩٢٢. وتولى رياسة مجلس الوزراء (سنة ١٩٢٤) ورياسة مجلس النواب سنة ١٩٢٥ و ١٩٢٦ وتوفي بالقاهرة. انفرد بقيادة الحركة الوطنية وتنظيمها ما بين سنتي ١٩١٩ و ١٩٢٧ فكان رجل مصر، ولسانها، وموضع ثقتها، وقبلة أنظارها. وعمل المحتلون البريطانيون على إبعاد الجمهور المصري عنه، ففشلوا. وخالفه أنصار له، وعارضه آخرون، فما ازداد إلا شدة وقوة. وهو أول سياسي مصري أسمع الغرب صوت (الجامعة العربية) فقال - وهو بلندن - يهدّد الإنجليز:(إن مصر تملك زرا كهربائيا، إذا ضغطت عليه لبّتها بلاد العروبة جميعا) وكان يحسن الفرنسية، تعلمها كبيرا، كما فعل أستاذاه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، قبله، وله إلمام بالألمانية والإنكليزية. وألف في شبابه كتابا في (فقه الشافعية - ط) وجمعت في أواخر أعوامه (خطبه) و (مختارات منها) في كتابين مطبوعين. ويضيق المجال هنا عن استيفاء سيرته، وهي سيرة النهضة المصرية بعد الحرب العامة الأولى. ومما كتب عنه:(سعد زغلول، سيرة وتحية - ط) لعباس محمود العقاد، و (تاريخ سعد باشا وكلماته - ط) لعباس حافظ، و (آثار الزعيم سعد زغلول - ط) لمحمد إبراهيم الجزيري، و (سعد زغلول - ط) لمصطفى فهمي الحكيم، و (عظمة سعد - ط) لمحمد الزين، و (سرّ عظمة سعد - ط) لعبد الرحمن البرقوقي (١) .
الكتب المذكورة في آخر الترجمة. والمجمل في التاريخ. المصري ٤٢١ - ٤٢٦ وتاريخ مصر في خمس وسبعين سنة، أنضر فهرسته. ومرآة العصر ٢: ١٠٠ والأعلام الشرقية ١: ١٣٩ ومذكرات المؤلف.