محمد بن سليمان بن الفاسي (وهو اسم له) بن طاهر الرّوداني السوسي المكيّ، شمس الدين، أبو عبد الله: محدث مغربي مالكي، عالم بالفلك، رحال. اختلفت المصادر في اسم أبيه: سليمان أو محمد؟ فتكررت ترجمته. ولد في (تارودانت) ورجال في المغرب الأقصى والأوسط، ودخل مصر والشام والأستانة، واستوطن الحجاز وكان له بمكة شأن. وقلد النظر في أمر الحرمين، فبنى رباطا عند باب إبراهيم بمكة، عرف برباط ابن سليمان. وبنى مقبرة بالمعلى عرفت بمقبرة ابن سليمان. ثم أخرج من مكة، بعد شبه فتنة، فانتقل الى دمشق منفيا وتوفي بها. وكان يعرف في المشرق بالمغربي. من كتبه (جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - ط) في الحديث، و (صلة الخلف بموصول السلف - خ) فهرس مروياته وأشياخه، رأيته في مكتبة الحرم بمكة و (تحفة أولي الألباب في العمل بالأسطرلاب - خ) و (منظومة في علم الميقات) و (شرحها) و (المقاصد العوالي - خ) منظومة، و (جمع الكتب الخمسة مع الموطأ - ط) و (أوائل الكتب الدينية - خ) . ذكره صاحب سوس العالمة، وعرفه بالروداني الحكيم نزيل طيبة. وأشهر آثاره (كرة) في التوقيت والهيأة، نقل صاحب الدر المنتخب عن العياشي ما خلاصته: من ألطف ما اخترعه آلة في التوقيت والهيأة لم يسبق إلى مثلها، وهي كرة مستديرة الشكل يحسبها الناظر إليها بيضة مسطرة كلها دوائر ورسوم، وقد ركبت عليها أخرى مجوفة، منقسمة النصفين، فيها تخاريم وتجاويف لدوائر البروج وغيرها، مصبوغة باللون الأخضر تغني عن كل آلة تستعمل في فني التوقيت والهيأة، مع سهولة المدرك، وتخدم لسائر البلاد على اختلاف أعراضها