عمر بن حسن الهوزني، أبو حفص: من رجال السياسة، شاعر، عالم بالحديث. أندلسي من أهل إشبيلية. كان زعيمها قبل رياسة عباد (المعتضد) وهو من أصدقائه، فلما قوي أمر المعتضد فيها، استعدادا لأخذ البيعة لنفسه، أحس الهوزني بتغيره عليه، فاستأذنه في الحج (سنة ٤٤٤ هـ وحج، وعاد، فسكن " مرسية " وهو على اتصال حسن بالمعتضد. واستولى الإفرنج على مدينة بربشتر (Barbastro) سنة ٤٥٦هـ فكتب إلى المعتضد، يحضه على الجهاد:
" أعباد، جلّ الرزء، والقوم هجع ... على حالة ما مثلها يتوقع "
من رسالة طويلة، كما يفهم من قوله بعد هذا البيت:
" فلق كت أبي من فراغك ساعة ... وإن طال، فالموصوف للطول موضع
إذا لم أبث الداء رب دوائه ... أضعتُ، وأهل للملام المضيِّع "
فأجابه المعتضد برسالة يشير عليه فيها بالرجوع إلى إشبيلية، فجاءها (سنة ٤٥٨ هـ وقدمه المعتضد وأظهر التعويل عليه في كبار الأعمال، إلى أن تمكن منه فباشر قتله بيده، في قصره، ودفنه داخل القصر بثيابه وقلنسوته من غير غسل ولا صلاة. ولم يذهب دمه هدرا، فان ابنا له يعرف ب أبي القاسم انتقم له بعد ذلك، بأن حرض يوسف بن تاشفين على " المعتمد " ابن المعتضد، فكان سببا لزوال ملكه. وأما علم الهوزني بالحديث فإنه لما حج روى كتاب " الترمذي " وعنه أخذه أهل المغرب (١) .
(١) المغرب في حلى المغرب، طبعة دار المعارف ١: ٢٣٤ و ٣٥ الترجمتان ١٥٨ و ١٥٩ ونفح الطيب ١: ٣٧٢ وفيه أن أهل الأندلس أخذوا عنه " صحيح البخاري " وفي المغرب " الترمذي ". وفي الصلة لابن بشكوال٣٩٤ " قتله المعتضد ظلما، والله المطالب بدمه " وترتيب المدارك - خ. المجلد الثاني.