مبارك بن الحسين بن محمد بن أحمد بدّاح التوزونيني: ثائر يهودي الأصل، أسلم جده بداح وعاشت الأسرة في قرية توزونين بقبيلة " أقا " - في المغرب - وبها ولد صاحب الترجمة ونشأ في زمرة " الفقراء " وظهر أحمد الهيبة سلطانا في مراكش فلحق به، وخاب أحمد، فانصرف مبارك ينتقل بين سكتانة وإلغ ومكناسة، وأطلق شعر رأسه وتعمم بعمامة كبيرة وغاص في بلاد " سوس " وادعى الشرف وتزوج بشريفة من بني عطّة (قرب تافيللت) وهم من أشجع المغاربة (عرب الأصل تبربروا) وأرسل إلى الحاكم الفرنسي في تافيللت، من قتله غيلة وكان الحاكم موصوفا بشدة البأس، مستشرقا يدعى لوستري. ودعا مبارك الناس إلى الجهاد (١٣٣٦ هـ واستولى على تافيللت كلها إلى " أرفود " وبويع بالسلطنة ونظم جيشا مرابطا رأس عليه " محمد بن بلقاسم النكادي " وسماه وزيرا للحربية فكانت بينه وبين الجيش الفرنسي وقائع حامية انهزم بها
الفرنسيون في " البطحاء " في شوال ١٣٣٦ وحاصرهم النكادي في مركز تيغمرت وتم الظفر لمبارك وتكاثر الناس عليه بالهدايا والطاعة، واشتد هو على من اتهمهم بموالاة الاحتلال والسلطة الفرنسية، فقتل عددا من الأشراف وصادر أموالهم. وائتمروا به مع النكادي، فوثب هذا على مبارك وقتله جهارا أمام الجيش في قرية " أولاد الإمام " بين الريصاني وأرفود. وبويع النكادي مكانه. وصنف أديب فقيه يدعى " المهدي الناصري " كتابا في
(١) غاية النهاية ٢: ٣٨ وإرشاد الأريب ٦: ٢٢٧ و Brock S ١: ٧٢٣.وكشف الظنون ١٧٠٦.