للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرّاضي باللَّه

(٢٩٧ - ٣٢٩ هـ = ٩١٠ - ٩٤٠ م)

محمد (١) ابن المقتدر باللَّه جعفر بن المعتضد باللَّه أحمد، أبو العباس، الراضي باللَّه: خليفة عباسي. كانت أيام سلفيه (القاهر والمقتدر) أيام ضعف امتنع فيها أمراء البلاد عن الطاعة واستقل كثير من الولاة بما كانوا يلون. ولما ولي الراضي (سنة ٣٢٢ هـ حاول إصلاح الأمر فأعجزه، فكتب إلى محمد بن رائق (عامله على واسط والبصرة والأهواز) يستقدمه إلى بغداد، وقلده إمارة الجيش، وجعله أمير الأمراء، وولاه الخراج والدواوين (سنة ٣٢٤) وتفاقم أمر العمال في الأطراف فلم يبق اسم للخليفة في غير بغداد وأعمالها، فكانت بلاد فارس في أيدي بني بويه، والموصل وديار بكر ومضر وربيعة في أيدي بني حمدان، ومصر والشام في يد محمد بن طغج، والمغرب وإفريقية في يد القائم العلويّ، والأندلس في يد الناصر الأموي، وخراسان وما وراء النهر في يد نصر الساماني، وطبرستان وجرجان في يد الديلم. وهكذا تفككت عرى الدولة في أيام صاحب الترجمة. وختم الخلفاء في عدة صفات، منها أنه آخر خليفة له شعر مدوّن، وآخر خليفة


(١) المؤرخون مختلفون في اسمه (أحمد، أو محمد) وكنت قد رجحت الأول (أحمد) تبعا لابن الأثير، وابن كثير، وابن أنجب وآخرين، ثم صحت عندي الرواية الثانية، وهي تسميته (محمدا) بعد ظهور (أخبار الراضي والمتقي) وهو جزء من كتاب (الأوراق) لابن الصولي، وكان ابن الصولي معاصرا له، صديقا، على اتصال به، وقد سماه (محمدا) وذكر أنه لما كان أميرا، قبل أن يلقب نفسه بالراضي أمره أن يوجه إليه بالأسماء التي ينعت بها الخلفاء، فأرسل إليه رقعة فيها ثلاثون اسما، فجاءه منه: قد اخترت (الراضي باللَّه) ومن كانت هذه حاله معه فهو من أعرف الناس باسمه، وزادني اطمئنانا إلى هذا أنه سماه في قصيدة له ضادية طويلة هنأه بها، وفيها: (حمدوا من محمد حسن ملك) إلخ فانقطع الشك. وممن سماه (محمدا) (أصحاب (تاريخ بغداد) و (فوات الوفيات) و (معجم الشعراء) و (تاريخ الخميس) .

<<  <  ج: ص:  >  >>