للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشهرين و ٢٥ يوما كانت له فيها سير وأنباء أوردها المقريزي في مجلد ضخم. وأحدث من العمران ما ملأ ذكره صفحتين من كتاب المقريزي. ومما بقي من آثاره بمصر: الترعة المعروفة اليوم بالمحمودية، وتجديد القلعة، والخليج الناصري من خارج القاهرة إلى سرياقوس. واقتدى به أمراء دولته، فاستمرت حركة العمران طول حياته. وجئ بكبار المهندسين والبنائين من سورية وغيرها. وكان غاية في الكرم، قيل: وهب في يوم واحد ما يزيد على مئة ألف دينار ذهبا.

وأولع بكرائم الخيل فكان في اسطبلاته بعد وفاته ٤٨٠٠ فرس. وكان وقورا مهيبا، لم يضبط عليه أحد أنه أطلق لسانه بكلام فاحش في شدة غضبه ولا انبساطه، يدعو رجاله بأجلّ ألقابهم، ويكره الاقتداء بمن تقدمه من الملوك، ولا يحتمل أن يُذكر عنده ملك. ومع مبالغته في الحرص على

ألّا ينسب إليه ظلم أو جور، ففي المؤرخين من يأخذ عليه كثيرا من الشدة (*) في سياسته.

توفي بالقاهرة (١) .

القُهُسْتاني

(٠٠٠ - نحو ٩٥٣ هـ = ٠٠٠ - نحو ١٥٤٦ م)

محمد القهستاني، شمس الدين: فقيه حنفي. كان مفتيا ببخارى. له كتب، منها (جامع الرموز - ط) في شرح النقاية مختصر الوقاية، لصدر الشَّريعة عبيد الله بن مسعود، فقه (٢) .


(*) ويكفي للدلالة على هذه الشدة موت شيخ الإسلام ابن تيمية في قلعة دمشق في عهده مع معرفته الشخصية له (زهير الشاويش)
(١) مورد اللطافة لابن تغري بردي ٤٤ والسلوك للمقريزي: القسمان الأول والثاني من الجزء الثاني، وفيهما استيفاء سيرته وتاريخ الدولة في أيامه. وابن الوردي ٢: ٣٣٠ وفوات الوفيات ٢: ٢٦٣ وابن إياس ١: ١٢٩ والدرر الكامنة ٤: ١٤٤ ووليم مولر ٦٥ - ٩٥ والنجوم الزاهرة ٨: ٤١ و ١١٥ ثم ٩: ٣ وانظر ديوان صفي الدين الحلي ٥٥ - ٦٢ و ٢٤٢.
(٢) شذرات الذهب ٨: ٣٠٠ ومعجم المطبوعات ١٥٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>