أمير مصر، وابن الخليفة الأول أبي بكر الصديق. كان يدعى (عابد قريش) ولد بين المدينة ومكة، في حجة الوداع. ونشأ بالمدينة، في حجر علي بن أبي طالب (وكان قد تزوج أمه أسماء بنت عميس بعد وفاة أبيه) وشهد مع علي وقعتي الجمل وصفّين.
وولاه عليّ إمارة مصر، بعد موت (الأشتر) فدخلها سنة ٣٧ هـ ولما اتفق علي ومعاوية على تحكيم الحكمين فات عليا أن يشترط على معاوية أن لا يقاتل أهل مصر. وانصرف عليّ يريد العراق، فبعث معاوية عمرو بن العاص بجيش من أهل الشام إلى مصر، فدخلها حربا، بعد معارك شديدة، واختفى ابن أبي بكر، فعرف (معاوية بن حديج) مكانه، فقبض عليه وقتله وأحرقه، لمشاركته في مقتل عثمان بن عفان، وقيل: لم يحرق. ودفنت جثته مع رأسه في مسجد يعرف بمسجد (زمام) خارج مدينة الفسطاط. قال ابن سعيد: وقد زرت قبره في الفسطاط. ومدة ولايته خمسة أشهر (١) .
النُّميْري
(٠٠٠ - نحو ٩٠ هـ = ٠٠٠ - نحو ٧٠٨ م)
محمد بن عبد الله بن نمير بن خرشة الثقفي النميري: شاعر غزل، من شعراء العصر الأموي.
مولده ومنشأه ووفاته في الطائف. كان كثير التشبيب بزينب أخت الحجاج، وأرق شعره ما قاله فيها. ومنه قصيدته التي مطلعها:(تضوّع مسكا بطن نعمان إذا مشت به زينب في نسوة عطرات) وتهدده الحجاج فلم يأبه له النميري. فلما بلغ الحجاج من الشأن ما بلغ، طلب النميري، ففر إلى اليمن وأقام بعدن مدة. ثم قصد عبد الملك بن مروان، مستجيرا به،
(١) الولاة والقضاة ٢٦ - ٣١ وابن الأثير ٣: ١٤٠ والطبري ٦: ٥٣ والمغرب في حلى المغرب، الجزء الأول من القسم الخاص بمصر ٦٩ وابن إياس ١: ٢٦.