وشجعانها في الجاهلية. وفد على بني جفنة (أمراء بادية الشام) فأكرمه الحارث الجفني وأعزه وأجلسه معه على سريره وسقاه بيده.
وعاد إلى اليمن، فأقام بنجران إلى أن كان يوم كلاب الثاني (من أيام العرب المشهورة قبيل الإسلام) فكان ممن شهده. وانفرد أبو الفرج " في الأغاني " بذكر " مقتل " الأربعة الذين حضروه، واسم كل منهم " يزيد " وهم: ابن عَبْد المَدَان، وابن هوبر، وابن المأمور، وابن المخرم. وليس في المصادر الأخرى أنهم قتلوا. على أن مؤرخي العصر النبوي، وفي مقدمتهم ابن إسحاق (المتوفى سنة ١٥١ هـ يتناقلون اسمه في جملة الوفد الّذي قدم مع خالد بن الوليد، من اليمن، إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم سنة ١٠ هـ وكان بنو عبد المدان مضرب المثل في الشرف، قال أحد الشعراء:
" تلوث عمامة، وتجرّ رمحا ... كأنك من بني عبد المدان! "(١) .
يَزِيد بن عبد المَلِك
(٧١ - ١٠٥ هـ = ٦٩٠ - ٧٢٤ م)
يزيد بن عبد الملك بن مروان، أبو خالد: من ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد في دمشق، وولي الخلافة بعد وفاة عمر بن عبد العزيز (سنة ١٠١ هـ بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك.
وكانت في أيامه غزوات أعظمها حرب الجراح الحكمي مع الترك وانتصاره عليهم. وخرج عليه يزيد بن المهلب، بالبصرة، فوجه إليه أخاه مسلمة فقتله. وكان أبيض جسيما مدوَّر الوجه، مليحه، فيه مروءة كاملة، مع إفراط
(١) الأغاني، طبعة الساسي: انظر فهرسته. والنقائض، طبعة ليدن ١٥٠ - ١٥١ والشريشي ٢: ٣٧٢ والسيرة النبويّة، طبعة الحلبي ٤: ٢٤٠ والإصابة: ت ٩٢٩١ وشعراء النصرانية ٨٠ - ٨٨ وقد أخذ برواية الأغاني، وأرخ مقتله سنة ٦١٥ م. ومنتخبات في أخبار اليمن ٣٨ وإمتاع الأسماع ١: ٥٠١ وأسواق العرب ٢٥٤ - ٢٥٥، ٢٦٨ - ٦٩.