يعني أن بني كلب تلاقت بحمير، وسقطت النذور عن الحالفين على إدراك الثأر:
" فحانت حمير لما التقينا ... وكان لهم بها يوم عسير "
وحانت: هلكت (١) .
[هلال بن عامر]
(٠٠٠ - ٠٠٠ = ٠٠٠ - ٠٠٠)
هلال بن عامر بن صعصعة، من هوازن، من عدنان: جدُّ جاهلي، لبنيه أخبار كثيرة ليس منها أكثر ما تتداوله العامة. وبنوه خمسة بطون تفرعت من خمسة أبناء له، وهم: شعبة، وناشرة، ونهيك، وعبد مناف، وعبد الله. وتكاثروا في الحجاز ونجد، ثم تحولوا إلى بادية الشام، ومنها إلى صعيد مصر فكانت لهم أسوان وأكثر بلاد الصعيد. ورحلت قبائلهم إلى إفريقية فتغلبوا عليها.
وفي تاريخ ابن خلدون ما مؤداه: كان بنو هلال ابن عامر في بسائط الطائف، ما بينه وبين جبل غزوان، وربما كانوا يطوفون، رحلة الصيف والشتاء، أطراف العراق والشام فيغيرون على الضواحي ويفسدون السابلة، وانتقلوا في الإسلام إلى الجزيرة الفراتية، من بلاد الشام، وانحاز بعضهم إلى القرامطة أيام تغلبهم على الأمصار الشامية (في القرن الرابع للهجرة) فلما خرج القرامطة نقل أشياعهم، من بني هلال وغيرهم، إلى الصعيد المصري، وقوي المعز بن باديس زعيم بربر صنهاجة في إفريقية فحلف ليمحونّ منها اسم بني عبيد (الفاطميين) وبايع للقائم العباسي (سنة ٤٤٠ هـ واشتدت الشكوى في صعيد مصر من إفساد أعراب هلال وسليم بن منصور، النازلين بها، فسلطهم المستنصر الفاطمي (معد بن عليّ) على إفريقية وقال لرؤسائهم: أعطيتكم المغرب، وجعل لكل من يرغب بالخروج إليها من مصر بعيرا ودينارا. قال ابن خلدون: " وسارت قبائل دياب وعوف وزغب