(Sierra de Albarracin) ولما اضطرب أمر الأندلس بعد الأمويين، وثار كل رئيس بموضع، امتنع ابن رزين في بلده، وبايعه أهلها (سنة ٤٠٣ هـ فأحكم نظامها وابتعد بها عن خوض الفتن، فأمنت في عهده. وكان ملكا هماما كريما. واستمر إلى أن توفي (١) .
الهذيل بن زُفَر
(٠٠٠ - بعد ١٠٢ هـ = ٠٠٠ - بعد ٧٢٠ م)
الهذيل بن زفر بن الحارث بن عبد عمرو الكلابي: من الرؤساء الشجعان الفصحاء في العصر المرواني. دخل على يزيد بن المهلب يستعين به على ديات تحملها عن بعض الناس، فقال:" أصلحك الله، إنه قد عظم شأنك وارتفع قدرك أن يستعان بك أو يستعان عليك! ولست تفعل شيئا من المعروف إلا وأنت أكبر منه. وليس العجب من أن تفعل ولكن العجب من أن لا تفعل " فقال يزيد: حاجتك. فذكرها، فأمر له بها، وزادها مئة ألف درهم، فقال: أما الحمالات (وهي الديات التي سيؤديها عن أشخاص لآخرين) فقد قبلتها، وأما المال فليس هذا موضعه! ثم كان مع أبيه، أيام قيامه في الجزيرة الفراتية، في عهد مروان بن الحكم، ومات أبوه (نحو سنة ٧٥) فعاد إلى ولائه لبني مروان. ولما بايع أهل البصرة ليزيد بن المهلب، وانتقض بهم على المروانيين (سنة ١٠١) وحاربته جيوش الشام، كان الهذيل مع قائدها مسلمة بن عبد الملك، ثم كان على ميسرته في وقعة " العقر " التي قتل بها يزيد. قال ابن حزم: " والهذيل، هو
(١) البيان المغرب ٣: ١٨١، ٣٠٧ والحلل السندسية لشكيب أرسلان ٣: ٥٥، ٥٦ وفيه ٣: ٥٣٣ " وفي تطوان اليوم عائلة يقال لها بنو رزين يترجح أنها من ذرية بني رزين أمراء شنتمرية الشرق ". والمغرب في حلى المغرب ٢: ٤٢٧ وأعمال الأعلام: القسم الثاني في أخبار الجزيرة الأندلسية ٢٣٦.