للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سابع الخلفاء من بني العباس في العراق، وأحد أعاظم الملوك، في سيرته وعلمه وسعة ملكه. نفذ أمره من إفريقية إلى أقصى خراسان وما وراء النهر والسند. وعرّفه المؤرخ ابن دحية بالإمام " العالم المحدّث النحويّ اللغوي ". ولي الخلافة بعد خلع أخيه الأمين (سنة ١٩٨ هـ فتمم ما بدأ به جده المنصور من ترجمة كتب العلم والفلسفة. وأتحف ملوك الروم بالهدايا سائلا أن يصلوه بما لديهم من كتب الفلاسفة، فبعثوا إليه بعدد كبير من كتب أفلاطون وأرسطاطاليس وبقراط وجالينوس وإقليدس وبطليوس وغيرهم، فاختار لها مهرة التراجمة، فترجمت. وحض الناس على قراء تها، فقامت دولة الحكمة في أيامه. وقرب العلماء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين وأهل اللغة والأخبار والمعرفة بالشعر والأنساب. وأطلق حرية الكلام للباحثين وأهل الجدل والفلاسفة، لولا المحنة بخلق القرآن، في السنة الأخيرة من حياته. وكان فصيحا مفوها، واسع العلم، محبا للعفو. من كلامه: لو عرف الناس حبي للعفو لتقربوا إليّ بالجرائم. وأخباره كثيرة جمع بعضها في محلد. مطبوع صفحاته ٣٨٤ من " تاريخ بغداد " لابن أبي طيفور، وكتاب " عصر المأمون - ط " لأحمد فريد الرفاعيّ. وله من التواقيع والكلم ما يطول مدى الإشارة إليه.

توفي في " بذندون " ودفن في طرسوس (١) .

ابن الحَجَّام

(٢٧٣ - ٣٤٦ هـ = ٨٨٦ - ٩٥٨ م)

عبد الله بن عاشم بن مسرور التجيبي بالولاء المعروف بابن الحجام، ويقال له عبد الله بن مسرور:


(١) تاريخ بغداد لابن الخطيب ١٠: ١٨٣ والمسعودي ٢: ٢٤٧ - ٢٦٩ والنبراس لابن دحية ٤٦ - ٦٣ وابن الأثير ٦: ١٤٤ - ١٤٨ والطبري ١٠: ٢٩٣ واليعقوبي ٣: ١٧٢ وتاريخ الخميس ٢: ٣٣٤ وفيه: كان أبيض ربعة حسن الوجه تعلوه صفرة، وخطه الشيب، أعين، طويل اللحية رقيقها، ضيق الجبين، على خده خال " والبدء والتاريخ ٦: ١١٢ وفيه صفته المتقدمة إلا أنه يقول " تعلوه حمرة " ويزيد على ذلك: وأمه باذغيسية تسمى مراجل. وفوات الوفيات ١: ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>