جدّ جاهلي، من بكر بن وائل، بنوه بطن كبير، قال السمعاني: ينسب إليه خلق كثير من الصحابة والتابعين والأمراء والفرسان والعلماء. وقال القلقشندي، نقلا عن العبر: كانت لهم كثرة في صدر الإسلام شرقي دجلة في جهات الموصل. وقال الزبيدي: إلى شيبان هذا ينسب أحمد بن حنبل إمام المذهب، والإمام محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة (١) .
شَيْبَان بن سَلَمَة
(٠٠٠ - ١٣٠ هـ = ٠٠٠ - ٧٤٨ م)
شيبان بن سلمة السدوسي الحروري: أحد الشجعان القادة، من الحرورية (وهم في الأصل جماعة نزلوا بقرية حروراء، على ميلين من الكوفة، وجاهروا بمخالفتهم علي بن أبي طالب) ومنهم النواصب (المتدينون ببغض عليّ) وإلى شيبان هذا تنسب (الشيبانية) وهي فرقة من النواصب. قال المقريزي:(هو أول من أظهر القول بالتشبيه (أي: تشبيه الله بخلقه، وأنه صورة ذات أعضاء) تعالى الله عن ذلك) . وكان قبيل ظهور الدعوة العباسية، مقيما بمرو، وثار على نصر بن سيار (والي خراسان من قبل مروان بن محمد) قال ابن حبيب، في باب (من اجتمعت له رياسة قبيلة من قبائل العرب) : (واجتمعت مضر وربيعة واليمن بخراسان، على شيبان بن سلمة السدوسي، بمن تبعه من الخوارج، وحصر نصر بن سيار، وهو والي خراسان، بمرو، ثلاث سنين) ولما ظهرت دعوة بني العباس، أرسل إليه أبو مسلم الخراساني يدعوه إلى البيعة، فقال شيبان: أنا أدعوك إلى بيعتي. واختلفا. فسار شيبان إلى سرخس (بين نيسابور ومرو) واجتمع إليه جمع كثير من بكر بن وائل، وسير
(١) نهاية الأرب للقلقشندي ٢٥٤ واللباب ٢: ٣٦ والتاج ١: ٣٢٨ وفيه، كما في القاموس، النص على أن شيبان بن ثعلبة وشيبان بن ذهل، قبيلتان عظيمتان.