واضطرب أمرها بعد ذلك إلى أن تولاها صاحب الترجمة سنة ١٢٧١ هـ فاستقرت، وأصبح أقوى رجل على الساحل، في جنوب الخليج، وكانت إمارته من أقوى إمارات تلك البقعة. عاش قريبا من تسعين سنة، وتوفي فيها (١) .
[زب]
الزَّبَّاء
(٠٠٠ - ٣٥٨ ق هـ = ٠٠٠ - ٢٨٥ م)
الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة بن السميدع: الملكة المشهورة في العصر الجاهلي، صاحبة تدمر وملكة الشام والجزيرة. يسميها الإفرنج Zenobie وأمها يونانية من ذرية كليوبطرة ملكة مصر. كانت غزيرة المعارف، بديعة الجمال، مولعة بالصيد والقنص، تحسن أكثر اللغات الشائعة في عصرها، وكتبت تاريخا للشرق. وليت تدمر (وكانت تابعة للرومان) بعد وفاة زوجها (والعرب تقول بعد مقتل أبيها) سنة ٢٦٧ م، ولم تلبث أن طردت الرومان وحاربتهم، فهزمت هيرقليوس القائد العام لجيش الإمبراطور غاليانوس، واستقلت بالملك، فامتد حكمها من الفرات إلى بحر الروم ومن صحراء العرب إلى آسية الصغرى، واستولت على مصر مدة.
أما خاتمة أمرها فمؤرخو العرب متفقون على قصة، خلاصتها: أن الزباء قتلت جذيمة الوضاح ملك العراق فاحتال ابن أخت له اسمه عمرو بن عدي حتى دخل قصرها وهمّ بقتلها فامتصت سما قاتلا وقالت (بيدي لا بيد عمرو!) ومؤرخو الإفرنج يقولون: إنها بعد أن قهرت الإمبراطور غاليانوس قاتلها الإمبراطور أورليانوس، فانتصر في أنطاكية، وحصر تدمر، فجاع أهلها واضطروا إلى التسليم سنة ٢٨٢ م، فأرادت النجاة بنفسها فقبض عليها وحملت أسيرة إلى رومية سنة ٢٨٤ م فأسكنت في تيبور
(١) جورج رنس، في (عمان والساحل الجنوبي للخليج الفارسيّ) ٢٢٧.