للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهو الأسد، حطما، شدة. وكان داهية حازما، ولي الحجابة - بل الإمارة أو السلطة المطلقة - وملوك الإفرنج يرتقبون الخلاص من أبيه، ويتحفزون لنقض ما كان بينهم وبينه من " مسالمة " في الثغور، فجهز الجيوش، وقاتل من قاتله، فهابوه. وحضر أحدهم شانجه

(Sanche III , le Grand) إلى قرطبة مسالما، سنة ٣٩٤ هـ فاصطحبه عبد الملك معه في اقتحامه جليّقيّة (Galice) وظل على المسالمة بعد ذلك إلى سنة ٣٩٦ هـ وشعر عبد الملك باستعداده لحربه، فسابقه بالغزو، سنة ٣٩٧ هـ وقهره وعاد إلى قرطبة. وكان قليل بضاعة العلم، فلم يكن للأدب في أيامه ما كان له في أيام أبيه. وقال ابن حيان: كان مائلا إلى مجالسة

الجفاة من البرابر والإفرنج، منهمكا في الفروسية وآلاتها. إلا أنه تمسك بمن كان يألفهم أبوه " من خطيب وشاعر ونديم وشطر نجي ومعدّل وتاريخي وغيرهم " كما يقول ابن بسام، وقررهم على مراتبهم، ولم ينقصهم سوى الاختلاط به وحضور مجالس أنسه، في جملة خاصته.

وكان محبا لإظهار أبهة الملك، التأنق في مراكبه هو وأصحابه، بحلي الفضة المرصعة بالذهب، وفيه ميل إلى اللذات. غزا الإفرنج سبع غزوات، ومات في السابعة منها بمنزلة أم هاني بمقربة من أرملاط (Guadimellato) بعلة الذبحة، وقيل مسموما. قال ابن عميرة: كانت أيامه أعيادا (١) .

الخَرْكُوشي

(٠٠٠ - ٤٠٧ هـ = ٠٠٠ - ١٠١٦ م)

عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابورىّ الخركوشي، أبو سعد: واعظ، من فقهاء الشافعية بنيسابور.


(١) جذوة الاقتباس ٢٧١ والمغرب ١: ٢٠٧ وابن بسام في الذخيرة، المجلد الأول من القسم الرابع ٥٥ - ٦٦ والبيان المغرب ٣: ٣ وبغية الملتمس ١٠٦ وفيه: وفاته سنة ٤٠٠ هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>