حافظ بن محمد نجيب: كاتب مصري مغامر، في سيرته أعاجيب. طارده البوليس زمنا، فكان يفلت منه بأنواع الحيل. يتسمى بأسماء مختلفة، ويبيت في أعظم الفنادق باسم (الأمير يوسف كمال) أو (ابن أخي أفلاطون باشا) أو (المندوب السامي العثماني) ويمنح الرتب والنياشين بالنيابة عن الخليفة. ويظهر بمظهر راهب أو مدرس أو واعظ. وكان (روائيا) واسع الخيال، اجتماعيا، يتكلم الإنجليزية والفرنسية والتركية بطلاقة حببته إلى النساء فوقعت في شباكه كثيرات كنّ ينثرن الذهب بين يديه. وكان شديد الخجل، تتبادر الحمرة إلى وجهه عندما يتحدث إلى سيدة أو آنسة.
وقد ينفق في اليوم مئات الجنيهات، ولا يملك في اليوم التالي قرشا. أحدثت مغامراته ضجة في مصر، واعتقل في ١٥ أبريل ١٩١٦ في بندر الجيزة. وبينما هو في السجن ترجم عن الانلكيزية (روح الاعتدال - ط) و (غاية الإنسان - ط) ونشرهما باسم زوجته وسيلة محمد. وبعد خروجه من السجن نشر باسمه كتاب ((الناشئة - ط) و (دعائم الأخلاق - ط) و (اعترافات حافظ نجيب - ط) واشترك في تحرير مجلة (العلمين) ثم أصدر مجلة (الحاوي) وترجم روايات، منها (جونسون - ط) و (ملتون توب - ط) وانقطع في أواخر أيامه لتدوين مذكراته، فسقط القلم من يده وهو يكتب السطر الأخير من الجزء الأول منها. مولده ووفاته بالقاهرة. اشتغل في صباه بالتدريس واشترك في معارك السودان. وكان أبوه من رجال الإدارة بمصر (١) .
(١) الصحف المصرية ٢٢ / ١١ / ١٩٤٦ وأخبار اليوم ١٥ أبريل ١٩٥٠ ومعجم المطبوعات ١٩١٨ ومجلة الكتاب ٣: ٤٩٢.