للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبو القاسم ابن عَبَّاد

(٠٠٠ - ٤٣٣ هـ = ٠٠٠ - ١٠٤١ م)

محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد، من بني عطاف بن نعيم اللخمي، من نسل ملك الحيرة النعمان بن المنذر، كنيته أبو القاسم، ويقال له القاضي ابن عباد: مؤسس الدولة العبادية في إشبيلية، بالأندلس. أصله من العريش (بين مصر والشام) وأول من دخل الأندلس من أسلافه نعيم وعطاف. وكان أبو القاسم في بدء أمره قاضيا بإشبيليّة، أيام استيلاء (القاسم بن حمود) عليها بعد زوال دولة الأمويين. ثم استقل بها، وتلقب بالظافر، وتملك قرطبة وغيرها. وعلم بخبر شخص في قلعة رباح، قال ابن حزم: اسمه (خلف الحصري) يزعم أنه هشام بن الحكم الأموي (المؤيد) وأنه لم يقتل (سنة ٤٠٣ هـ كما قال الناس، وإنما اختفى فارّا، فاستدعاه إليه وشهد بعض من بقي من نساء القصر والخدم أنه هو هشام، وكان شبيها به، فبايعه بالخلافة، وحفّه بمظاهرها (سنة ٤٢٦) وسمى نفسه (حاجبا) له، فقوي به أمره وانتعشت دولته، وانقطعت أطماع ملوك الطوائف عنها. ودعاهم إلى بيعة (المؤيد) فأجاب أكثرهم. واستمر أبو القاسم إلى أن توفي. وكان عاقلا مهيبا كريم اليد. وفي بغية الملتمس: (كان له اطلاع على الأدب، يشارك الشعراء والبلغاء في صنعة الشعر وحوك الرسائل، ويلقب بالقاضي ذي الوزارتين، وهو وبنوه وذووه رياض آداب وعلوم) وقال ابن عذاري: (امتثل أبو القاسم رسم ابن يعيش صاحب طليطلة في تمسكه بخطة القضاء وارتسامه، وأفعاله في ذلك


(١) وعاداتهم. وتاريخ الحركات الفكرية في الإسلام، لبندلي جوزي ١: ٨٩ - ١٢١ وجغرافية ملطبرون ٣: ٧٠ وخطط الشام ٦: ٢٦٨ - ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>