للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قام بقرطبة وخلع الخليفة هشام بن الحكم، فانقلب يريد قرطبة، فتخاذل قادة جيشه وتركوه، فوصل إلى قصره في أرملاط (Guadimellato) وليس معه إلا أصاغر خدمه، فطلبه ابن عبد الجبار، فخرج إلى بعض الجبال، فأحيط به وأخذ وذبح. وحمل إلى القصر بقرطبة، فأمر ابن عبد الجبار بشق بطنه ونزع ما فيه وحشوه بعقاقير تحفظه، وكسي قميصا وسراويل وأخرج فسمر على خشبة طويلة، على باب السدة. وهو آخر من ولي الحجابة من آل أبي عامر. وكان يعاب باللهو والشراب. أما لقبه (شنجول) فكانت تدعوه به أمه وهي بنت الملك الاسبانيولي شانجه (Sanche) وكان شبيها به (١) .

ابن فُطَيْس

(٣٤٨ - ٤٠٢ هـ = ٩٦٠ - ١٠١٢ م)

عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن أصبغ، أبو المطرّف: عالم بالتفسير والحديث وتاريخ الرجال. من أهل الأندلس. ولد بقرطبة، وولي بها المظالم ثم القضاء سنة ٣٩٤ هـ ولم يلبث أن اعتزل سنة ٣٩٥ هـ وتوفي بقرطبة في صدر الفتنة البربرية. كان له ستة وراقين، ينسخون دائما ما يمليه من الحديث والأخبار، أو ما يختار نقله من كتب غيره. أما تصانيفه فمنها (القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن) أكثر من مئة جزء، و (المصابيح) في تراجم الصحابة، نحو مئة جزء، و (فضائل التابعين) مئة وخمسون جزءا، و (الناسخ والمنسوخ) ثلاثون جزءا، و (الإخوة من المحدثين، من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين) أربعون جزءا، و (أعلام النبوة ودلالات الرسالة) عشرة أجزاء. وكان على اتصال بعلماء المشرق يكاتبهم ويكاتبونه. وجمع من الكتب ما لم يجمع مثله أحد من أهل عصره في الأندلس. قال ابن ناصر الدين: بيعت كتبه بعده بأربعين ألف دينار (١) . اكثر من مئة جزء، و (فضائل التابعين) مئة وخمسون جزءاً


(١) البيان المغرب ٣: ٣٨ - ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>