للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قائده. فغضب المستنصر وجرد جيشا آخر لإخضاعه، فاستسلم الحسن بعد وقائع. وسيق إلى المستنصر، فأكرمه وأسكنه قرطبة (سنة ٣٦٤ هـ ثم أخرجه منها، ونفاه إلى المشرق (سنة ٣٦٥ هـ فقصد مصر بأهله، ونزل ضيفا على العزيز باللَّه الفاطمي (وكان المعزّ قد توفي) فأكرمه العزيز، ثم جهز له جيشا وسيره إلى المغرب سنة ٣٧٣ فقاتل المروانيين طويلا، وفشل وأسر، وسيق ثانية إلى قرطبة، فقتله المروانيون غيلة في الطريق. وبمقتله انقرضت دولة الأدارسة في المغرب الأقصى (١) .

الحَسَن بن القاسِم

(٦٠٤؟ - ٦٧٦ هـ؟ = ١٢٠٨ - ١٢٧٧ م)

الحسن بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن أبي محمد بن عرفة الحسني العلويّ، من نسل الحسن المثنى ابن الحسن السبط: الجد الأعلى للأسرة المالكة الآن، في المغرب. كان من أهل العلم والصلاح من قرية تسمى (قرية بني إبراهيم) في (ينبع النخل) بالحجاز. استقدمه بعض أهل سجلماسة اليها، في عودتهم من الحج، وأكرموه وأعطوه دارا بها (سنة ٦٦٤ هـ وعمره ستون سنة. وتزوج بإحدى بنات المنزاري، من أهلها. وتوفي بعد أن أقام في سجلماسة اثنتي عشرة سنة. وخلف ولدا واحدا (محمد بن الحسن) وخلف هذا (الحسن بن محمد) وخلف الحسن ولدين أحدهما (علي بن الحسن) وخلف هذا ولدين: يوسف، ومحمد. ومنهما تفرع الأشراف العلويون في المغرب، ومن نسل يوسف، الأسرة


(١) الاستقصا ١: ٨٦ و ٨٨ وجذوة الاقتباس ١٠٨ وفيه: (كانت مدة ملك الأدارسة من يوم بويع إدريس بن عبد الله بمدينة وليلى سنة ١٧٢ إلى أن قتل الحسن هذا، مئتين وسنتين وخمسة أشهر، وكان عملهم بالمغرب من السوس الأقصى إلى مدينة وهران، وقاعدة ملكهم مدينة فاس ثم البصرة، وكان سلطانهم إذا قوي امتد إلى وهران وتلمسان، وإذا ضعف لا يجاوز البصرة وأصيلا وحجر قلعة النسر، وكان في أيامهم الرخاء بالمغرب متوليا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>