مقدميهم. كان يسمي نفسه سلمان الإسلام. أصله من مجوس أصبهان. عاش عمرا طويلا، واختلفوا فيما كان يسمى به في بلاده. وقالوا: نشأ في قرية جيان، ورحل إلى الشام، فالموصل، فنصيبين، فعمورية، وقرأ كتب الفرس والروم واليهود، وقصد بلاد العرب، فلقيه ركب من بني كلب فاستخدموه، ثم استعبدوه وباعوه، فاشتراه رجل من قريظة فجاء به إلى المدينة.
وعلم سلمان بخبر الإسلام، فقصد النبي صلى الله عليه وسلم بقباء وسمع كلامه، ولازمه أياما.
وأبي أن (يتحرر) بالإسلام، فأعانه المسلمون على شراء نفسه من صاحبه. فأظهر إسلامه. وكان قويّ الجسم، صحيح الرأي، عالما بالشرائع وغيرها. وهو الّذي دلّ المسلمين على حفر الخندق، في غزوة الأحزاب، حتى اختلف عليه المهاجرون والأنصار، كلاهما يقول: سلمان منا، فقال رسول الله: سلمان منها أهل البيت! وسئل عنه عليّ فقال: امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف. وجعل أميرا على المدائن، فأقام فيها إلى أن توفي. وكان إذا خرج عطاؤه تصدّق به.
ينسج الخوص ويأكل خبز الشعير من كسب يده. له في كتب الحديث ٦٠ حديثا. ولابن بابويه القمي كتاب (أخبار سلمان وزهده وفضائله) ومثله للجلودي (١) .
سَلْمان المُرْشِد
(٠٠٠ - ١٣٦٦ هـ = ٠٠٠ - ١٩٤٦ م)
سلمان بن مرشد بن يونس: علويّ
طبقات ابن سعد ٤: ٥٣ - ٦٧ وتهذيب ابن عساكر ٦: ١٨٨ والإصابة، ت ٣٣٥٠ وحلية الأولياء ١٨٥:١ وصفة الصفوة ١: ٢١٠ والمسعودي ١: ٣٢٠ ومحاسن أصفهان ٢٣ والذريعة ١: ٣٣٢ و ٣٣٣. وفي (دليل خارطة بغداد) ، ص ٢٢، ٢٧ أن البلدة المسماة اليوم (سلمان باك) في جوار المدائن - بالعراق - منسوبة إلى صاحب الترجمة، وأن كلمة (باك) بالباء المثلثة، فارسية مغناها (الطاهر) ومدفنه بها في مشهد ضخم.