للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به، فأسلم. فقيل له: هلا كان ذلك قبل أن تفتدى؟ فقال: ما كنت لأسلم حتى أفتدي، ولا تقول قريش إنما اتبع محمدا فرارا من الفداء. وحبسه أخواه بمكة، فأفلت منهما، ولحق بالنبيّ (صلّى الله عليه وسلم) وشهد عمرة القضية. ومات بالمدينة. وفيه تقول " أم سلمة " وهي ابنة عمه:

يا عين فابكي للوليد ... بن الوليد بن المغيرة

كان الوليد بن الوليد ... أبو الوليد، فتى العشيره

وقيل: مات ببئر أبي عتبة، على ميل من المدينة (١) .

الوَلِيد بن يَزِيد

(٨٨ - ١٢٦ هـ = ٧٠٧ - ٧٤٤ م)

الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، أبو العباس: من ملوك الدولة المروانية بالشام. كان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم، يعاب بالانهماك في اللهو وسماع الغناء. له شعر رقيق وعلم بالموسيقى. قال أبو الفرج: " له أصوات صنعها مشهورة، وكان يضرب بالعود ويوقع بالطبل ويمشي بالدف على مذهب أهل الحجاز " وقال السيد المرتضى: " كان مشهورا بالإلحاد، متظاهرا بالعناد " وقال ابن خلدون: ساءت القالة فيه كثيرا، وكثير من الناس نفوا ذلك عنه وقالوا إنها من شناعات الأعداء ألصقوها به. ولي الخلافة (سنة ١٢٥ هـ بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك، فمكث سنة وثلاثة أشهر، ونقم عليه الناس حبه للهو، فبايعوا سرا ليزيد ابن الوليد بن عبد الملك، فنادى بخلع الوليد - وكان غائبا في " الأغدف " من نواحي عمّان، بشرقي الأردن - فجاءه النبأ، فانصرف إلى البخراء، فقصده جمع من أصحاب يزيد فقتلوه في قصر النعمان بن بشير. وكان الّذي باشر قتله عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك.


(١) الإصابة: ت ٩١٥٣ والاستيعاب، بهامشها ٣: ٥٩٢ وأسد الغابة ٥: ٩٢ وطبقات ابن سعد ٤: ٩٧ ونسب قريش ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>