كان قد خرج قديما من نواحي وادي التيم وادعى الشرف وتزندق، ثم سار إلى العراق وأباح المحرمات واجتمع عليه خلائق مما أظهر لهم من أنواع السحر، ثم ادعى النبوة وأفسد اعتقاد خلائق في تلك البلاد، وعظم أمره وعجز عنه ملوك تلك الأقطار، لا لقوته بل لكونه كان إذا مشى لقتاله الملوك يهرب منهم ويختفي بتلك الجزائر ويجعل المراكب عنده، وقد صنع أكثر من ألف مركب، ويقول المكثر عشرة آلاف، فأعجز الملوك بهذه الحركة فقوي أمره، هذا مع ما يظهر للناس من الخوارق من أنواع السحر وإباحة ما تهواه النفوس من المحرمات، وطال عمره حتى أهلكه الله) وفي صفحات لم تنشر من تاريخ ابن إياس، ص ١٧ و ٣٥ و ٤٨ ما مجمله: (في ذي الحجة ٨٥٨ جاءت الاخبار بظهور شخص يقال له المشعشع قتل من الناس ما لا يحصى ونهب الركب العراقي) - (ولم يحج أحد من العراق سنة ٨٦٠ خوفا منه) - (وفي ذي القعدة ٨٦١ جاء من بغداد أنه كسر الخارجي المشعشع وقتل غالب عسكره وتجهز الحج العراقي بعد انقطاعه عن الحج مدة) . (٢) تاريخ الموصل ٢: ٢٣٣.