فوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان، البريدي القصيمي الدوسري النجدي: معمر، من فضلاء الحنابلة، له مشاركة في السياسة العربية. ولد ونشأ في " بريدة " من القصيم، بنجد. وتفقه.
واشتغل بتجارة الخيل والإبل، فكان يتنقل بين نجد والشام ومصر والعراق. وناصر حركة الأمير (الملك) عبد العزيز بن عبد الرحمن (مؤسس الدولة السعودية الثانية) أيام حروبه مع الترك العثمانيين في القصيم وتلك الأطراف. واتصل برجالات الشام، قبل الدستور العثماني، كالشيخ طاهر الجزائري وعبد الرزاق البيطار وجمال الدين القاسمي، ثم محمَّد كُرْد عَلي. وهو الّذي ساعد الأخير على فراره الأول من دمشق، وقد أراد أحد الولاة القبض عليه، فأخفاه فوزان ونجا به إلى مصر. ولما كانت الدولة السعودية في بدء استقرارها عين فوزان " معتمدا " لها في دمشق، ثم في القاهرة. وصحبته اثني عشر عاما، وهو قائم بأعمال المفوضية العربيةُ السعودية بمصر، وأنا مستشار لها. وكان الملك عبد العزيز، يرى وجوده في العمل، وقد طعن في السن، إنما هو " للبركة ". ورزق بابن، وهو في نحو الثمانين، فأبرق إليه الملك عبد العزيز، بالجفر (الشيفرة) : " سبحان من يحيي العظام وهي رميم! ". وجعل بعد ذلك وزيرا مفوضا نحو ثلاث سنوات. ثم رأى أن ينقطع للعبادة وإكمال " كتاب " شرع في تأليفه أيام كان بدمشق، فاستقال: وقال لي بعد قبول استقالته: كنت بالأمس وزيرا وأنا اليوم بعد التحرر من قيود الوظيفة سلطان! وتوفي بالقاهرة، وهو في نحو المئة، ويقال: تجاوزها. أخبرني أن أول رحلة له إلى مصر