للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأحنف بن قيس

(٣ ق هـ - ٧٢ هـ = ٦١٩ - ٦٩١ م)

الأحنف (١) بن قيس بن معاوية بن حصين المرّي السعدي المنقري التميمي، أبو بحر: سيد تميم، وأحد العظماء الدهاة الفصحاء الشجعان الفاتحين. يضرب له المثل في الحلم. ولد في البصرة وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يره. ووفد على عمر، حين آلت الخلافة إليه، في المدينة، فاستبقاه عمر، فمكث عاما، وأذن له فعاد إلى البصرة، فكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد فأدن الأحنف وشاوره واسمع منه إلخ. وشهد الفتوح في خراسان (٢) واعتزل الفتنة يوم الجمل، ثم شهد صفين مع عليّ. ولما انتظم الأمر لمعاوية عاتبه، فأغلظ له الأحنف في الجواب، فسئل معاوية عن صبره عليه، فقال: هذا الّذي إذا غضب غضب له مئة ألف لا يدرون فيم غضب. وولي خراسان. وكان صديقا لمصعب بن الزبير (امير العراق) فوقد عليه بالكوفة فتوفي فيها وهو عنده. أخبار كثيرة جدا، وخطبه وكلماته متفرقة في كتب التاريخ والأدب والبلدان، حرية بالجمع. قال رجل ليحيى البرمكي: أنت والله أحلم من الأحنف


(١) الأحنف، باتفاق أكثر المؤرخين، لقب لصاحب الترجمة لحنف كان في رجله أي اعوجاج.
واختلفوا في اسمه، فقيل (الضحاك) وقيل (صخر) وسماه ابن حزم في جمهرة الأنساب ٢٠٦ (الأحنف) وجعله ابن حجر العسقلاني، في تهذيب التهذيب ١: ١٩١ وهو مرتب على الحروف، بعد أحمر.
(٢) قال ياقوت في معجم البلدان ٣: ٤٠٩ أنفذه عمر سنة ١٨ هـ لغزو خراسان، فدخلها وتملك مدنها، فبدأ باطبسين ثم هراة ومرو الشاهجان ونيسابور في مدة يسيرة، وهرب منه يزدجر بن شهريار ملك الفرس إلى خاقان ملك الترك بما وراء النهر

<<  <  ج: ص:  >  >>