فأرسل ابنه محمدا، فدخلها، وكان في الرابعة عشرة من عمره. وتزوج فيصل ببنت " سلطان بن بجاد " من شيوخ عتيبة (انظر ترجمته) فازدادت عصبيته قوة. وعاد بعد حرب الحجاز، إلى " الأرطاوية " غير راض فائتمر مع جماعة بالانتقاض على ابن سعود الّذي قام بزحف كبير (سنة ١٩٢٩ م) ضرب به جموع الدويش على ماء يقال له " السبلة " بقرب " الزلفي " وجرح الدويش فحمل على " نعش " تحفّ به نساؤه وأولاده يندبون، وأنزل بين يدي ابن سعود، فلم ير الإجهاز عليه، وتركه للآتين به. وعولج في الأرطاوية، واندملت جراحة، فعاد يستنفر القبائل للقيام على ابن سعود، ويقاتل من يتخلف منها عن نصرته. وكانت له في ذلك معارك. وزحف ابن سعود إلى مكان يسمى " الثمامة " من أراضي " الصّمان " لحربه. ولم تكن إلا مناوشات انفضَّت في خلالها جماعات الدويش. وضاقت في وجهه السبل، فلجأ إلى بادية العراق ومنها إلى الكويت، واحتمى ببارجة بريطانية. وأنذر ابن سعود البريطانيين بالهجوم على الكويت. ودارت مفاوضات عاجلة. وجئ بالدويش على طائرة (سنة ١٩٣٠ م) فأرسل إلى سجن " الأحساء " مكبلا بالأغلال، فمات بعد سبعة شهور من حبسه. وكان يقال له " ابن الشقحاء " وهي أمه، من آل " حثلين " من العجمان، ورث عنها بياض اللون وسعة العينين (١) .
[فيصل بن عبد العزيز]
(١٣٢٤ - ١٣٩٥ هـ = ١٩٠٦ - ١٩٧٥ م)
فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، الابن الثالث لوالده الملك عبد العزيز.
ولد في مدينة الرياض في ١٤ صفر سنة ١٣٢٤ هـ (١٩٠٦ م) شارك في سنّ مبكّرة في المعارك والأحداث التي واكبت نشوء المملكة، فكان له