للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(المعين) في لبنان. نسبته إلى جدّ له اسمه (أيوب) وهم ينتسبون إلى ربيعة الفرس، من عدنان.

كانوا من سكان الجزيرة الفراتية. وانتدب (معن) لقتال الإفرنج في أنطاكية، فظهرت شجاعته واشتهر، إلا أنه لم يظفر، فانهزم ببقايا رجاله (سنة ٥١٣ هـ إلى الديار الحلبية، وفيها الأتابك ظهير الدين طغتكين بن عبد الله، وأمره طغتكين أن يقوم بعشيرته إلى (البقاع) ومنها إلى جبال لبنان، ليشنّ الغارات على الإفرنج في الساحل، فتوجه، وأنزل عشيرته في أرض (الشوف) وقويت صلته ب الأمير (بحتر) التنوخي (انظر ترجمته) فتحالفا على محاربة الإفرنج.

وساعده (بحتر) على البناء في (الشوف) وقصدها أهل البلاد التي استولى عليها الإفرنج، فعمرت.

وأقام معن في (بعقلين) واستمر في إمارته إلى أن توفي (١) .

مَعْن بن زَائِدة

(٠٠٠ - ١٥١ هـ = ٠٠٠ - ٧٦٨ م)

معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر الشيبانيّ، أبو الوليد من أشهر أجواد العرب، وأحد الشجعان الفصحاء. أدرك العصرين الأموي والعباسي، وكان في الأول مكرما يتنقل في الولايات، فلما صار الأمر إلى بني العباس طلبه المنصور، فاستتر وتغلغل في البادية، حتى كان يوم الهاشمية وثار جماعة من أهل خراسان على المنصور وقاتلوه، فتقدم معن وقاتل بين يديه حتى أفرج الناس عنه، فحفظها له المنصور وأكرمه وجعله في خواصه. وولاه اليمن، فسار إليها وأوعث فيها (كما يقول ابن حبيب) أي لقي صعوبات، ثم ولي سجستان، فأقام فيها مدة، وابتنى دارا، فدخل عليه أناس في زي الفعلة (العمال) فقتلوه غيلة. أخباره كثيرة معجبة، وللشعراء فيه أماديح ومراث من عيون


(١) أخبار الأعيان في جبل لبنان للشدياق ١٦٢، ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>