للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشهر، وصرفه المنصور سنة ١٥٢ ثم ولاه إفريقية سنة ١٥٤ فتوجه إليها وقاتل الخوارج واستقر واليا بها خمس عشرة سنة وثلاثة أشهر، قضى في خلالها على كثير من فتن البربر وغيرهم.

وتوفي بالقيروان. وكان جوادا ممدوحا شديد الشبه بجده " المهلب " في الدهاء والشجاعة.

وهو الّذي يقول فيه ربيعة الرقي:

" لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم، والأغر ابن حاتم "

وقد سبق الكلام قريبا على هذا البيت في ترجمة " يزيد بن أسيد " السلمي (١) .

يَزِيد بن الحارِث

(٠٠٠ - ٦٨ هـ = ٠٠٠ - ٦٨٨ م)

يزيد بن الحارث بن رويم الشيبانيّ: قائد، من الأمراء. له شعر. أدرك عصر النبوة، وأسلم على يد عليّ. وشهد اليمامة، وقال فيها:

" تدور رحانا حول راية عامر ... يراقبنا بالأبطح المتلاحق "

" يلوذ بنا ركنا معد، ويتقي ... بنا غمرات الموت أهل المشارق "

ونزل البصرة. ثم كان أميرا على " الري " قصبة بلاد الجبال، ويسميها الإفرنج Rages ولما استباح الخوارج ما بين أصفهان والأهواز، يقتلون وينهبون، قصدوا الري، فقاتلهم يزيد.

ورأى كثرتهم، فدخل المدينة، فحاصروه، وطال عليه الحصار، فخرج إليهم، فقاتلوه. وكان معه ابن له اسمه حوشب (ولي الشرطة لعلي بن أبي طالب، ثم للحجاج) ففر حوشب. وانقلب أهل الري على يزيد، فأعانوا الخوارج (كما يقول ابن الأثير)


(١) ابن خلكان ٢: ٢٨١ وأعمال الأعلام، نبذة منه ٦ والنجوم الزاهرة ٢: ١ والاستقصا ١: ٥٨ وابن خلدون ٤: ١٩٣ والبيان المغرب ١: ٧٨، ٨١ وفيه: وفاته سنة ١٧١ والولاة والقضاة ١١١ وخزانة البغدادي ٣: ٥١ - ٥٣ ومطالع البدور ١: ١٥ ومرآة الجنان ١: ٣٦١، ٣٩٦ ورغبة الآمل ٥: ٢٠٣ - ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>