للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ابن ماهان]

(٠٠٠ - ١٩٦ هـ = ٠٠٠ - ٨١٢ م)

الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان: قائد، كأبيه. تقدم في العصر العباسي.

ولما كانت الفتنة بين الأمين والمأمون كان هو في (الرقة) ومات أمير الرقة (عبد الملك بن صالح) فقام ابن ماهان بأمرها. وجهز جيشا قصد به بغداد، لنصرة (الأمين) فدخلها.

ولم تُرضه سيرة الأمين، فابتعد عنه، ودعا الناس إلى القيام عليه، فالتفّ حوله خلق كثير.

وقاتله بعض رجال الأمين، فظفر بهم. وأخذ البيعة للمأمون. وطلب منه أنصاره (أعطياتهم) فلم يجد ما يكفيهم، فانقلب عليه أكثرهم، وقاتلوه وأسروه، وحملوه مقيّدا إلى الأمين. وعفا عنه الأمين، وخلع عليه واستوزره وولاه الحرب، وسيره لقتال المأمون. فخرج من بغداد، فلما بلغ (الجسر) فرَّ بحاشيته وخدمه. فبعث إليه الأمين من يردّه، فأدركه جمع من الفرسان


= - بمكة - أو الزاهر، وسمي بالشهداء لدفن الحسين بن علي به، هو وأنصاره من أهل البيت) .
وفي المصابيح - خ - ل أبي العباس الحسني: (لما مات المهدي، كان الحسين ببغداد، نازلا في دار محمد بن إبراهيم، وقدم موسى الهادي من جرجان، فدعاه إليه، فزاره ثم أذن له بالانصراف فانصرف، ولم يؤمر له بدرهم، وقصد الكوفة فجاءه عدة من الشيعة، فبايعوه، ووعدوه الموسم للوثوب بأهل مكة، وكتبوا بذلك إلى ثقاتهم بخراسان والجبل وسائر النواحي. وعاد الحسين إلى المدينة، فضيق عليه أميرها عمر بن عبد العزيز العمري (من ولد عمر ابن الخطاب) وتشاجرا، فلما كان من الغد، صعد الحسين المنبر في المدينة، بعد صلاة الصبح، وعليه قميص أبيض وعمامة بيضاء قد سدلها بين يديه ومن خلفه، وسيفه مسلول قد وضعه بين رجليه، فقال: أيها الناس أنا ابن رسول الله، في مسجد رسول الله، على منبر رسول الله، أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسولة والاستنقاذ مما تعلمون، ومد بها صوته، فأقبل خالد اليزيدي (وهو قائد جند المدينة) فارسا، ومعه أصحابه فوافوا باب المسجد الذي يقال له (باب جبريل) فقصده يحيى بن عبد الله (الطالبي) شاهرا سيفه، فأراد خالد أن ينزل، وبدره يحيى بالسيف فضربه على جبينه، وعليه البيضة والمغفر والقلنسوة، فقطع ذلك كله حتى طارقحف رأسه، وسقط عن دابته، فانهزم أصحابه، وخرج الحسين بنحو ٣٠٠ من أصحابه وأهل بيته، فقصد مكة، وتبعه ناس من الاعراب من جهينة ومزينة وغفار وضمرة وغيرهم، ونزل بفخ، في ذي القعدة ١٦٩ فقاتل حتى قتل بها) .

<<  <  ج: ص:  >  >>