للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قاتل عمّار بن ياسر. أدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو غلام، وسمع منه: " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " وكان محبا لعثمان بن عفان. فسمع عمارا ينعت عثمان بكلمة لم يرضها، فلما كان يوم صفين، وعمار مع عليّ، رآه أبو الغادية، وهو في جيش معاوية، فقتله.

وكان إذا استأذن على معاوية أو غيره يقول: قاتل عمار بالباب! وسكن الشام. ودخل على الحجاج في العراق فأجلسه على سريره. ورؤي في " واسط القصب " قبل أن يبني الحجاج عليها مدينة واسط (سنة ٨٤ - ٨٦ هـ (١) .

اليسع بن عِيسى

(٠٠٠ - ٥٧٥ هـ = ٠٠٠ - ١١٧٩ م)

اليسع بن عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع الغافقي الجياني، أبويحيى: مؤرخ، من العلماء بالقراآت. وانتقل أبوه من جيان إلى المريّة. وسكن هو بلنسية، ثم مالقة. ورحل إلى مصر، فاستوطن الإسكندرية، ثم القاهرة. وجمع للسلطان صلاح الدين يوسف بن، أيوب كتابا سماه " المغرب في محاسن المغرب " رآه ابن الجزري، وقال: فيه أوهام. وهو أول من خطب بمصر على منابر العبيديين، بالدعوة العباسية، عند نقلها، وكان غيره من الخطباء قد تهيبوا الموقف، فلم يجرؤ على الخطابة غيره. وكان السلطان صلاح الدين يرى له ذلك، فيكرمه، ويسمع قوله، ويقبل شفاعته: توفى بمصر (٢) .


(١) الاستيعاب، بهامش الإصابة. والإصابة ٤: ١٥٠
(٢) التكملة، لابن الأبار ٧٤٤ والإعلام، لابن قاضي شهبة - خ. ونفح الطيب ١: ٥١٤ ومرآة الجنان ٣: ٤٠٢ وغاية النهاية ٢: ٣٨٥ قلت: جعل المصدر الثاني ترتيبه في حرف الألف " اليسع " وهو عند غيره في الياء، والقراءة المشهورة في الآية ٨٦ من سورة الأنعام: " وإسماعيل واليسع " الأولى همزة قطع، والثانية همزة وصل، وهي قراءة أهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم، كما في تفسير القرطبي ٧: ٣٣ فمكانه إذا حرف الياء، كاليحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>