للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولعله أكثرهم غارات وأظفرهم كتائب. يروى أنه سار بجيش عرمرم حتى انتهى إلى سمرقند غازيا. وكلما دخل بلدة اختار من حكمائها وعقلائها عددا لا يقل عن العشرة، فاستصحبهم معه. ثم قصد بلاد الشام، وامتلك دمشق، وأخذ منها كهنة وأحبارا. وعاد يريد اليمن، فمر بمكة، وكسا الكعبة (ويقال إنه أول من فعل ذلك) ولما بلغ اليمن، صارح أهلها بكراهيته للأوثان، وقاوم الوثنية. واتخذ مدينتي (مأرب) و (ظفار) لسكناه، الأولى للشتاء، والثانية للصيف. وجعل في مأرب مكانا ينشأ فيه أبناء الملوك من حِمير، ويتعلمون به، كالمدرسة. وثار عليه جماعة من قومه فقتلوه. أما عصره فالمظنون أنه كان في القرن العاشر قبل الهجرة (الرابع قبل الميلاد) أو قبل ذلك (١) .

حَسَّان بن ثابِت

(٠٠٠ - ٥٤ هـ = ٠٠٠ - ٦٧٤ م)

حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد: الصحابي، شاعر النبي صلى الله عليه وسلم وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. عاش ستين سنة في الجاهلية، ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة. واشتهرت مدائحه في الغسانيين، وملوك الحيرة، قبل الإسلام، وعمي قبيل وفاته. لم يشهد مع النبي صلّى الله عليه وسلم مشهدا، لعلة أصابته. وكانت له ناصية يسدلها بين عينيه. وكان يضرب بلسانه روثة أنفه من طوله، قال أبو عبيدة:


= النجاشي (معرب انكاش، بالحبشة، وهي بالكاف المشمة بالجيم) كما في العبر. وزاد صاحب بغية الرواد ١: ٨٩ الفراعنة ملوك القبط، والجواليت ملوك البربر. وفي مروج الذهب ١: ٢٣٢ (كان في بلاد اليمن ملوك لا يدعون بالتبابعة حتى ينقاد إلى ملكهم أهل الشحر وحضرموت، ومن تخلف عن ملكه بعض هؤلاء يسمى ملكا) .
(١) تهذيب ابن عساكر ٣: ٣٢٥ والتيجان ٢٩٧ وهو فيه (حسان بن تبان أسعد أبي كرب) وأنه (هو الّذي قضى على قبائل جديس باليمامة، بعد طغيانهم على طسم) و (قتله أخوه عمرو في مؤامرة عليه مع بعض القادة من حمير) .

<<  <  ج: ص:  >  >>