١٩٢٠م وأخرجوا (فيصل بن الحسين) منها. ثم قامت في شماليها ثورة المتوكل على الله (إبراهيم هنانو) فاتصل صالح بإبراهيم سنة ١٩٢١ م. وتوالت الوقائع إلى أن قلّ ما عند (صالح) من ذخيرة. واشتد المستعمرون في قتاله، فاستولوا على أكثر معاقلة. واستسلم كثير من أنصاره، فأدركه اليأس، فأوى إلى بعض الكهوف. وأعلن الفرنسيس حكمهم عليه بالإعدام. ولم يهتدوا إليه، فأعلنوا له الأمان، فظهر مستسلما، وقال للقائد الفرنسي الجنرال (بيوت) يوم استسلامه في اللاذقية: والله لو بقي معي عشرة رجال مجهزين بالسلاح والعتاد ما تركت القتال. واعتزل الشيخ صالح شؤون الحياة العامة بعد ذلك، إلا انتفاضات وطنية عام ١٩٣٦ م، حين علت نأمة انفصال الجبل العلوي عن سورية، وحين تعطيل الدستور.
وظل قابعا في عزلته، حتى شهد عهد الاستقلال في بلاده. وأصدرت دار مجلة (الثقافة) في دمشق كتاب (صالح العلي ثائرا وشاعرا - ط) للشاعر حامد حسن، يرجع اليه (١) .
صالح الشَّرْنُوبي
(١٣٤٣ - ١٣٧٠ هـ = ١٩٢٤ - ١٩٥١ م)
صالح بن علي الشرنوبي المصري: شاعر حسن التصوير، مرهف الحسّ. من أهل (بلطيم) بمصر. ولد ونشأ بها. ودخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة (سان جورج) بالقاهرة.
ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري.
(١) كفاح الشعب العربيّ السوري ٥٥ - ٦٨ وفيه إشارة إلى كتاب (ثورة الشيخ صالِح العلي - ط) تأليف عبد اللطيف اليونس، ولم أره. ومجلة الأديب: اكتوبر ١٩٧٤ ص ٦٢ وجريدة الحياة، العدد ١٢٠٧. واقرأ ما كتبته قيادة الجيش الفرنسي، في كتاب سمته (الكتاب الذهبي لجيوش الشرق ١٩١٨ - ١٩٣٦) الصفحة ١٠٩ - ١١٨.