محمد بن أيوب بن شادي، أبو بكر سيف الإسلام، الملقب بالملك العادل، أخو السلطان صلاح الدين: من كبار سلاطين الدولة الأيوبية. كان نائب السلطنة بمصر عن أخيه صلاح الدين أثناء غيبته في الشام. ثم ولاه أخوه مدينة حلب (سنة ٥٧٩ هـ فرحل إليها وأقام قليلا، وانتقل إلى (الكرك) وتنقل في الولايات إلى أن استقل بملك الديار المصرية (سنة ٥٩٦) وضم إليها الديار الشامية، ثم ملك أرمينية (سنة ٦٠٤) وبلاد اليمن (سنة ٦١٢) ولما صفا له جو الملك قسم البلاد بين أولاده، وجعل يتنقل من مملكة إلى أخرى، فكان يصيف بالشام ويشتي بمصر. وعاش أرغد عيش. كان ملكا عظيما حنكته التجارب، حازما، داهية، حسن السيرة محبا للعلماء. ولد في دمشق وقيل في بعلبكّ، وتوفي بعالقين (من قرى دمشق) وهو يجهز العساكر لقتال الإفرنج. وكتم خبر موته، فحمل في محفة، على أنه مريض، وأدخل قلعة دمشق، وقام ابنه الملك المعظّم بتنظيم الأمور، ثم نعاه. ودفن في مدرسته المعروفة إلى اليوم بالعادلية وهي المتخذة أخيرا دارا للمجمع العلمي. وفي أيامه زال أمر الإسماعيلية من ديار مصر، بعد أن قبض على كثيرين منهم (سنة ٦٠٤) قال المقريزي: (ولم يجسر أحد بعدها أن يتظاهر بمذهبهم)(١) .
الطَّبَري
(٠٠٠ - بعد ٦٣٢ هـ = ٠٠٠ - بعد ١٢٣٤ م)
محمد بن أيوب الطبري، أبو جعفر:
(١) ابن خلكان ٢: ٤٨ وفيه: ولادته بدمشق سنة ٥٤٠ وقيل ٥٣٨ وابن إياس ١: ٧٥ وابن طولون في (المعزة فيما قيل في المزة) ٦ عن الذهبي، وفيه: عاش ٧٩ سنة. والسلوك للمقريزي ١: ١٥١ - ١٩٤ وفيه: مولده سنة ٥٣٨ ومرآة الزمان ٨: ٥٩٤ وذيل الروضتين