غيلان بن مسلم الدمشقيّ، أبو مروان: كاتب، من البلغاء: تنسب إليه فرقة " الغيلانية " من القدرية. وهو ثاني من تكلم في القدر ودعا إليه، لم يسبقه سوى معبد الجهنيّ. قال الشهرستاني في الملل والنحل:" كان غيلان يقول بالقدر خيره وشره من العبد، وفي الإمامة إنها تصلح في غير قريش، وكل من كان قائما بالكتاب والسنة فهو مستحق لها، ولا تثبت إلا بإجماع الأمة ". ومن كلام غيلان:" لا تكن كعلماء زمن الهرج إن وُعظوا انفوا، وإن وعظو عنفوا ". وله رسائل، قال ابن النديم إنها في نحو ألفي ورقة. واتهم بأنه كان في صباه من أتباع الحارث بن سعيد، المعروف بالكذاب. وقيل: تاب عن القول بالقدر، على يد عمر ابن عبد العزيز، فلما مات عمر جاهر بمذهبه، فطلبه هشام بن عبد الملك، وأحضر الأوزاعي لمناظرته، فأفتى الأوزاعي بقتله، فصلب على باب كيسان بدمشق (١) .
(١) الملل والنحل، طبعة مكتبة الحسين ١: ٢٢٧ وعيون الأخبار، لابن قتيبة ٢: ٣٤٥ و ٣٤٦ وفهرست ابن النديم: الفن الثاني من المقالة الثالثة. ومفتاح السعادة ٢: ٣٥ ولسان الميزان ٤: ٤٢٤ واللباب ٢: ١٨٦ وفي المعارف لابن قتيبة ٢١٢ " كان قبطيا؟ قدريا " وفي الحيوان للجاحظ طبعة الحلبي ٢: ٧٥ خبر له مع إياس بن معاوية. وفي البيان والتبيين، طبعة اللجنة ١: ٢٩٥ إشارة إلى رسائله. وهو في سرح العيون لابن نباتة ١٦٠ - ١٦٢ غيلان بن " يونس " القدري. وفيه: كان أبوه مولى لعثمان بن عفان. قلت: لم تؤرخ المصادر المتقدمة، مقتله، وجعلته بعد سنة ١٠٥ لأن خلافة هشام الّذي يقال إنه صلبه، كانت في هذه السنة. وانظر بقات المعتزلة ٢٥ - ٢٧ وفيه أنه أخذ المذهب عن الحسن بن محمد ابن الحنفية المتقدمة ترجمته.