على جعل بلاد الشام " خديوية " تتبع الدولة العثمانية (كما كانت مصر) ويكون هو (جمال) الخديوي الأول فيها. ونشط عبد الكريم، فألف جمعية شبه سرية لهذا الغرض. ولم يلبث جمال أن قلب له ظهر المجن، فاعتقله وقتله شنقا، ببيروت، بعد محاكمة ظاهرية، في ديوان الحرب العرفي بعالية (لبنان) استمرت شهرين (١) .
عبد الكريم قَاسِم
(١٣٣٢ - ١٣٨٢ هـ = ١٩٢٤ - ١٩٦٣ م)
عبد الكريم قاسم: ثائر عراقي، قضى على البيت الهاشمي والنظام بالملكي في العرق، وحكم البلاد أربع سنوات و ٧ أشهر و ٢٥ يوما (١٤ يوليه ١٩٥٨ - ٩ فبراير ١٩٦٣) وبالتأريخ الهجريّ ٤ سنوات و ٨ أشهر و ٢٠ يوما (٢٦ ذي الحجة ١٣٧٧ - ١٤ رمضان ١٣٨٢) مولده ومصرعه ببغداد. كان من القادة العسكريين (من أركان الحرب) تعلم بالعراق وأمضى ستة أشهر في إحدى المدارس العسكرية البريطانية. وكان من الضباط في حرب فلسطين. وثار مع بعض قواد الجيش العرقي (١٤ يوليه ١٩٥٨) فقتل آخر ملوك الهاشميين ببغداد (فيصل بن غازي) وبعض أقار به ووزرائه، وأقام النظام الجمهوري، وجعل نفسه رئيسا لمجلس الوزراء، وقائدا عاما للقوات المسلحة والى جانبه مجلسا لا يحل ولا يعقد سماه " مجلس السيادة " ونصب محكمة عسكرية باسم (محكمة الشعب) كانت مهزلة العصر، وجمع ما دار فيها من مداولات في كتاب (محكمة الشعب - ط) ١٧ مجلدا. اتهمت الكثيرين ممن دعتهم " التآمرين على سلامة الوطن " وفيهم كثير من خيار القوم، وقضت عليهم بأحكام منها الإعدام. ولكن عبد الكريم
(١) مذكرات المؤلف. وإيضاحات عن المسائل السياسية ١١٨ ونبذة عن الحرب الكونية ٣١٤ وانظر أعيان الشيعة ٤٥: ٣٤٦.