للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبى أن يعدم أحدا منهم. وكان ممن شملهم هذا الحكم القائد " عبد السلام عارف " وأطلق بعد أن سجن قرابة أربع سنوات وتعددت المؤامرات على عبد الكريم لقتله، ففتك بكثير من القائمين بها.

وكان عزبا فجعل إقامته في مقر وزارة الدفاع، وأكثر من الاحتياط لنفسه.

وحصر أعمال الدولة في شخصه، فكان لا ينام أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، فانهارت أعصابه وتعرضت المصالح للفوضي. وكان حاد الذكاء مع اضطراب وهوج في تصرفه وعقله، شعلة نشاط ولكن على غير اتزان، خيرا في دخيلة نفسه، كريما في مساعدة الأعمال الوطنية كثورة الجزائر وقضية فلسطين الا أنه خبط في إدارة بلاده خبط عشواء، فقام بعض شبات الجيش وقوة الطيران فأمطروا وزراة الدفاع، وهي في وسط بغداد، بالقنابل لقتله، فخرج على رأس قوة عسكرية تقارب ألف جندي مع ضباطها. وقاتلهم رجال المصفحات في شوارع المدينة وقبض عليه حيا، بعد أن سقط حوله أكثر من ألف شهيد من رجاله ومن مهاجميه، وأعدم رميا بالرصاص يوم ٨ شباط ١٩٦٣ متهما بالعماة والجاسوسية (١) .

[[عبد الكريم قاسم]]


(١) مذكرات المؤلف. وصحافة النصف الثاني من شهر يوليو ١٩٥٨ وفبراير ١٩٦٣ ونشرة وزعتها السفارات العراقية عن حياته قبل الثورة. وانظر موسوعة الكويت ١١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>