للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن كلامه: خيار هذه الأمة الذين لا تشغلهم آخرتهم عن دنياهم ولا دنياهم عن آخرتهم (١) .

[الحارث بن جبلة]

(٠٠٠ - ٥٥ ق هـ = ٠٠٠ - ٥٧٠ م)

الحارث بن جبلة بن الحارث الرابع ابن حجر الغساني: أشهر أمراء بني جفنة في بادية الشام، وأعظمهم شأنا. وهو الّذي حارب المنذر (أمير الحيرة) وانتصر عليه في شهر أبريل (نيسان) ٥٢٨ م. واشترك في قمع ثورة (السامريين) بفلسطنين (سنة ٥٢٩ م) وكان عاملا للرومان. ورقاه الامبراطور يوستنيان) (Justinien ler) إلى رتبة (ملك) وبسط سلطته على قبائل عربية كثيرة، للوقوف بها أمام غارات اللخميين، عمّال الفرس في الحيرة وبادية العراق.

واشترك (سنة ٥٣١ م) في معركة دارت بين الفرس والروم تحت قيادة بليزاريوس Belisaire واندحر جيش الروم. ثم تعددت الوقائع بين الملكين العربيين عاملي الروم وفارس (الحارث بن جبلة، والمنذر بن ماء السماء) وانتهت بفوز الأول ومقتل الثاني (سنة ٥٥٤ م) بالقرب من قنسرين. وزار الحارث القسطنطينية (عاصمة الرومان يومئذ) سنة ٥٦٣ م، لمفاوضة حكومة القيصر في من يخلفه من أولاده، وفي الاستعداد لمقاومة ملك الحيرة (عمرو بن المنذر) .

ويظهر أنه كان عظيم الهيبة حتى أن أهل البلاط الروماني كانوا، فيما بعد، يخيفون الامبراطور يوستينوس (وكان مخبولا عربيدا) بقولهم: تعقل أو ندعو لك الحارث بن جبلة؟ فيهدأ.

واستمر الحارث أميرا (أو ملكا) نحو أربعين


(١) طبقات الصوفية - خ - وتهذيب التهذيب ٢: ١٣٤ وابن الوردي ١: ٢٢٧ وصفة الصفوة ٢: ٢٠٧ وميزان الاعتدال ١: ١٩٩ وحلية الأولياء ١٠: ٧٣ والفهرس التمهيدي.
وابن خلكان ١: ١٢٦ وتاريخ بغداد ٨: ٢١١ وفيه: قيل: إن الحارث تكلم في شئ من (الكلام) فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى في دار ببغداد، ومات فيها، ولم يصل عليه إلا أربعة نفر والأزهرية ٣: ٦٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>