المستشرقين من يذهب إلى أن هلاك طسم وجديس كان حوالي سنة ٢٥٠ بعد الميلاد.
ولا دليل، في الآثار أو في الأخبار، يؤيد هذا، بل الأخبار متفقة على أنهم أقدم من هذا التاريخ بأزمان. وقصتهم مع جديس مشهورة. وفي رواية عن عمر بن الخطاب أنه قال لقريش:(كان ولاة هذا البيت قبلكم طسم فاستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله، ثم وليته بعدهم جرهم فاستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله) فإن صحت الرواية عن عمر، عرفنا أن العرب قبيل الإسلام كانوا يتناقلون أن طسما وليت البيت الحرام، وأنها كانت قبل جرهم (١) .
[طط]
طَطَر
(٧٦٩ - ٨٢٤ هـ = ١٣٦٧ - ١٤٢١ م)
ططر الظاهري الجركسي، المكنى بسيف الدين أبي سعيد، الملك الظاهر: من ملوك دولة الجراكسة بمصر والشام. أصله من مماليك الظاهر برقوق، اشتراه بمصر، وأعتقه واستخدمه. ولما آلت السلطنة إلى الناصر (فرج) توجه ططر إلى حلب ولحق بأهل الشغب والعصيان، ثم جعله المؤيد (شيخ بن عبد الله) مقدم ألف، فأمير مجلس. ومات المؤيد وتسلطن ابنه الملك المظفر أحمد، فتولى ططر إدارة المملكة وتزوج أم المظفر.
ثم خلع المظفر، وطلق أمه، بدمشق، ونادى بنفسه سلطانا، وتلقب بالظاهر (سنة ٨٢٤ هـ وعاد إلى مصر مريضا، فلم يلبث أن مات بالقاهرة. ويقال: إن أم المظفر دست له سما بطيئا، بعد خلعه ابنها، فمات من أثره. ومدة سلطنته، بالشام ومصر،
(١) صبح الأعشى ١: ٣١٣ وابن الأثير ١: ١٢٢ ونهاية الأرب ٢٦٤ والتيجان ٤٦ وتاريخ العرب قبل الإسلام ١: ٢٥٢ - ٢٥٥ والنويري ١٥: ٣٣٩ وفي شرح قصيدة ابن عبدون ٦٢ (كانت منازل طسم وجديس في اليمامة) وفي المحبر ٣٩٥ (طسم بن لوذان، من قبائل العرب العاربة الذين ألهموا العربية فتكلموا بها) . وانظر شفاء الغرام للفاسي ١: ٣٥٦.