للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعزله وولى فهد بن علي بن ثامر. ثم أعيد منصور وجاءته الرتبة (باشا) وتضاءلت إمارته حتى بقي شيخا لعشائر المنتفق. وخالفه ابن لأخيه ناصر بن راشد (سنة ١٢٧١) فرحل منصور إلى بغداد مستنجدا، فعن (قائم مقام) للمنتفق (سنة ١٢٨٠) ثم عزل، فأقام ببغداد إلى أن توفي (١) .

النَّمَري

(٠٠٠ - نحو ١٩٠ هـ = ٠٠٠ - نحو ٨٠٥ م)

منصور بن الزبرقان بن سلمة بن شريك النمري، أبو القاسم، من بني النمر بن قاسط: شاعر، من أهل الجزيرة الفراتية. كان تلميذ كلثوم ابن عمرو العتابي. وقرظه العتابي عند (الفضل بن يحيى) فاستقدمه الفضل من الجزيرة واستصحبه، ثم وصله بالخليفة هارون الرشيد، فمدحه، وتقدم عنده وفاز بعطاياه، ومتّ إليه بقرابته من أم العباس بن عبد المطلب، وهي نمرية واسمها نتيلة.

وجرت بعد ذلك وحشة بينه وبين العتابي حتى تهاجيا، وسعى كل منهما على هلاك صاحبه.

وكان النمري يظهر للرشيد أنه عباسي منافر للشيعة العلوية، وله شعر في ذلك، فروى العتابي للرشيد أبياتا من نظم النمري، فيها تحريض عليه، وتشيُّع للعلوية، فغضب الرشيد، وأرسل من يجيئه برأسه من بلدته (رأس العين) في الجزيرة، فوصل الرسول في اليوم الّذي مات فيه النمري، وقد دفن، فقال الرشيد: هممت أن أنبشه ثم أحرقه! وهو القائل من أبيات:

(ما كنت أوفي شب أبي كنه غرته ... حتى انقضى، فإذا الدنيا له تبع!) (٢) .


(١) التحفة النبهانية ٩١، ٩٢، ٩٥، ١١٢ وعقد الدرر ١٨، ١٩.
(٢) جمهرة الأنساب ٢٨٤ وفيه نسبه: (منصور بن

<<  <  ج: ص:  >  >>