الترك والخزر قتالا شديدا، فأصابه حجر من حصن بلنجر هشم رأسه (١) .
يَزِيد بن معاوية
(٢٥ - ٦٤ هـ = ٦٤٥ - ٦٨٣ م)
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي: ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد بالماطرون، ونشأ بدمشق. وولي الخلافة بعد وفاة أبيه (سنة ٦٠ هـ وأبى البيعة له عبد الله بن الزبير والحسين ابن علي، فانصرف الأول إلى مكة والثاني إلى الكوفة. وكان من أمرهما ما تقدمت الإشارة إليه في ترجمتيهما، وفي أيام يزيد هذا كانت فاجعة المسلمين بالسبط الشهيد " الحسين بن علي" سنة ٦١ هـ وخلع أهل المدينة طاعته (سنة ٦٣) فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري، وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام وأن يبايع أهلها على أنهم خول وعبيد ليزيد، ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة، وقتل فيها كثيرا من الصحابة وأبنائهم وخيار التابعين. وفي زمن يزيد فتح المغرب الأقصى على يد الأمير " عقبة بن نافع " وفتح " سلم بن زياد " بخارى وخوارزم. ويقال إن يزيد أول من خدم الكعبة وكساها الديباج الخسرواني. ومدته في الخلافة ثلاث سنين وتسعة أشهر إلا أياما.
توفي بحوارين (من أرض حمص) وكان نزوعا إلى االلهو، يروى له شعر رقيق، وإليه يُنسب " نهر يزيد " في دمشق، وكان نهرا صغيرا يسقي ضيعتين، فوسعه فنسب إليه. ولابن تيمية " سؤال في يزيد بن معاوية - ط " رسالة نشرها المنجّد. ولمحمد بن علي ابن طولون " قيد الشريد، من أخبار يزيد - خ "
(١) الكامل لابن الأثير ٣: ٥٠ وقرأت في هامش على " باب الموعظة ساعة بعد ساعة " من صحيح البخاري، في مخطوطة قديمة عندي، ما نصه: يزيد بن معاوية يمني كوفي، قاله أبو ذر رحمه الله، وقال أبو محمد المنذري في حواشيه على كتاب ابن طاهر: يزيد بن معاوية تابعي نخعي من أصحاب ابن مسعود، قتل غازيا بفارس (كذا) .